تلك اذاً قسمة ضيزى (!)
نجحت المخابرات العالمية في استغلال الجهل المركب الشيعي والسني في مختلف دول العالم لايجاد التفرقة ونشر الفتن عبر السوشيال ميديا من جهة، و وعاظ السلاطين المهرجين من جهة اخرى.
ففي السنوات الاربعين الماضية انتشرت الشائعات ضد هذا وذاك، ولم ينجو منها أحد على الاطلاق، وللمتتبع الكثير من الشواهد.
وما يهمنا في هذه الأسطر هو انشغالنا في تفسيق المقدسين الذين أمرنا الله سبحانه ورسوله والمعصومون (عليهم الصلاة و السلام) والعقل و.. بتفضيلهم وتقديسهم والاستفادة من علمهم وتقواهم.
ففي كل يوم نسمع أو نقرأ مذمة لأحد من رموز المسلمين ومن دون دليل شرعي يمكن الاستناد اليه، كما نقرأ أو نسمع تكذيب هذا وذاك لما نُشر أو انتسب الى….
وبهذه الطريقة انشغل المسلمون واستراح الحكام وتبلورت صفقات سياسية على حساب المعتقدات أو المعتقدين، أو كليهما.
وكانت النتيجة صدور احكام جائرة من محاكم، وكثرة الاعتقالات العشوائية، و قتل النفوس المحترمة من مختلف الطوائف، و في مختلف الدول، وبما اننا نسينا أو تناسينا المثل المعروف (من حُلقت لحية جار له، فاليسكب الماء على لحيته).
ومن تلكم الاباطيل التي شغلت العالم الاسلامي والشيعي بالذات، الكلام في التنقيص من مرجعية اشتهرت بالورع والتقوى والسعي الحثيث لتشوية سمعة المرجعية الشيرازية، ابتدأت هذه الحملات من جماعة عماريون المنتمية الى التشدد الايراني وانتهت (وفي الواقع لم ولن نتنهي مادام الجهل المركب سيد القوم) بسب هذه المرجعية الطاهرة من الدنس في جميع صلوات الجمعة ومن دون استثناء و في كل مدينة وقرية في دولة التشيع عبر نشر اقراص مدمجة، مما ذكّرنا ذلك بتهتك معاوية ضد أمير المؤمنين علي عليه السلام.
واللطيف ان الدولة هذه اعتقلت عدد لايستهان به من مجموعة عماريون بتهمة التخابر والتواطؤ مع اسرائيل(!) واودعتهم السجون.
واليوم نرى اليمن يحترق كما احترقت سوريا والعراق و… ومن قبلها فلسطين، والسلاطين (الأعزاء) يوقعون على صفقة القرن وبتهافت منقطع النظير.
وإني ومن منطلق المسؤولية الشرعية اقول لجميع من شارك (عن عمد أو غير عمد) في هذه المعمعة التي ادت الى تضعيف الاسلام والمسلمين، شيعة وسنة، اقول لهم: كفانا تضييع الوقت والاشتغال بالقال والقيل.
أوليس من العقل والحكمة ان نتساءل من انفسنا، لماذا المدرسة الشيرازية (مع كثرة مراكزها وفضائياتها المنتشرة في كل العالم، وخبرتهم في الاعلام المرئي والمسموع) لم تدخل معنا في المهاترات ولم تجب على الاكاذيب والاعتراضات و… ، وكان ولايزال جوابهم: سلام عليكم!
انا لا اطالب بوحدة المسلمين في مقابل اعداء الاسلام، ولا الوحدة الشيعية الشيعية في مواجهة الاستخبارات الدولية و الجهل المركب، لكنني اقول واطالب بالعمل بالمسؤولية الشرعية في نشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام وايصال صوت الاسلام الحنيف والمتسامح الى العالم.
فلا والله لم يسألنا الله عن اية حكومة دافعت، ولا عن اي مرجعية لم تفسّق، ولا عن اي باطل لم تنشر، و… انما يسألنا الباري جل اسمه عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون.
كما وبهذه المناسبة اتقدم بالشكر الجزيل للمدرسة الشيرازي الطاهرة (حرسها الله) لعدم خوضهم في هذه الامور والاكتفاء بالآية الكريمة (ولَمن صبر وغفر ان ذلك من عزم الأمور) قولاً وعملاً، فإنهم وبلطف الله سبحانه وتعالى فضلوا السكوت وعدم الدفاع عن مظلوميتهم وذلك، لأننا اذا انشغلنا بالجواب والدفاع لأتلفنا الوقت وضاع الاسلام (كما قال المرجع الشيرازي حفظه الله).
٢/٦/٢٠١٩