تفكر ساعة خير من خراب بيوت !
اتصلت العلوية لتسأل مسألة شرعية في واقعة مأساوية حدثت لصديقتها قبل حوالي ١٧ عام، وبسؤالها قطعت نياط قلبي ومنعتني من الرقاد طوال ٣ ايام على الاقل، وانا بجوار امير المؤمنين عليه السلام اتألم لماحدث، ليس للماضي فقط، انما الحاضر ايضا حيث تتكرر الواقعة في كل يوم في الوطن العربي ولاحلول في الافق.
قالت العلوية: صديقتي توفي زوجها وتمتعت برجل من الحي وحملت منه في اخر لقاء جنسي حصل بينهما، وسافر الرجل من دون ان يعلم ( ان ما في احشائها ولد يحمل معه مستقبله المجهول، ومستقبل امه الاظلم من ظلمة الجهل).
وبعد شهرين، اجبرها ابوها لتتزوج من ابن عمها، واستحيت المرأة، وربما خافت، من ان تظهر امر الحمل. وجاء المولود يشبه ابوه الحقيقي، الا ان الاب المجازي تعلق به بشكل غريب من دون ان يعلم ان الولد ليس من صلبه.
واليوم، فتحت الام صندوق اسرارها عندما علمت ان امرأة تعرف مومن (على حد تعبير العراقيين) وتتمكن من السؤال منه حول ما اخفته المرأة المضطهدة نوعها في اغلب دول العالم العربي وبنسبة كبيرة.
والسؤال هو: هل عليها اخبار الزوج الاول بان هذا الولد منه ومن صلبه؟
و في ذهني، تسابقت المسائل الشرعية التي كانت اهم من سؤالها، و اهمها:
هل زواجها من الثاني (الاب المجازي) كان جائزا؟
وهل تتمكن من الاستمرار معه بعد الكشف عن هذه الطامة الكبرى؟
ولو عرفت ان هذه الفترة اقامت علاقة غير شرعية مع رجل كانت مجبرة، في اول زواجها على اقل التقادير، واليوم احبته وتريد اكمال السعادة الى جانبه و ولدها؟
وماذا لو عرف الاب (المجازي) بان زوجته اخفت عليه هذا السر العظيم؟
وماذا لو عرف ان الولد ليس من صلبه؟
وماذا عن الاب الحقيقي، هل سيترك ابنه الذي اصبح شابا يشبه والده بشكل غريب، ان يبقى عند الاب المجازي؟
وماذا عن الولد لو عرف حقيقة الامر؟
وماذا عن الجوانب التربوية لو اختلفت؟
وماذا عن قانون التوارث بينهما؟
وهل ستبقى هذه المرأة تحب من اجبرها على ذلك الزواج، وكان هو السبب في حصول هذه الطامة؟
وماذا يحصل لو تركت الموضوع واستمرت مع من لايمكن الاستمرار معه شرعا؟
والعشرات من المسائل الشرعية والاخلاقية التي تطرح في الاذهان.
ولوتفكرت هذه المرأة عندما اقامت علاقة مؤقته، واستعملت ادوات المنع مثلا، او تحملت المسؤولية عندما عرفت مافي احشائها وانه امانة من الله في عنقها؟
وماذا عن المجتمع الذي لم يضع حدا في الاسائة الى المرأة ومنعها من حقها الانساني والاسلامي في الاختيار، سواء كان في نوع العقد، او في اختيار الزوج، او على الاقل في اعطاء المرأة الوقت الكافي لاتخاذ القرار المناسب .
وعلى اية حال:
فعدة المرأة الحامل وضع الحمل.
والزواج في العدة يوجب الحرمة الابدية مع العلم والدخول.
وفي هذه الفترة، العلاقة الجنسية بينهما غير مشروعة وحرام.
ولعن الله الداخل والخارج في النسب.
والتارك للجريح والضارب له سواء.
وفي الختام لاشك ان الجهل سيد هذه المواقف المخجلة، والصبح قريب لامحالة.
لكن هل الصبح يقترب بالوعي الاجتماعي والديني للامة ؟
او بالانفلات الحاصل بوجود الفضائيات التي دخلت بيوتنا وبموافقتنا.
وفي المثل: من لم يؤدبه الابوان ادبه الزمان.
ولكن كم هو الثمن الذي سندفعه؟
خسران الاهل والاولاد
الانفلات الخلقي
والاهم من كل ذلك، الابتعاد من سنن الله، وعدم العمل بطاعة الله، والاقتراب الى الشيطان الذي هو عدو لله ولرسوله ولانفسنا و…… والنتيجة خسران كل شيء.
ونعم القائل عزوجل: عبدي اطعني تكن مثلي، تقول لشيء كن، فيكون.
وفي القران الكريم: ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض…. الاعراف ٩٦.