الموت للمتوكل(!)
في هذه الايام وعلى الحدود الايرانية العراقية تجمعات من زوار الاربعين تنادي : (الموت للمتوكل).
من غير تعيين انه من المتوكل، وهل ان المتوكل مات وقد اكل عليه الدهر وشرب، او انه موجود في كل زمان ومكان؟
لذلك علينا جميعاً ان نتأمل في اعمالنا تجاه زوار الامام الحسين عليه السلام ونبحث عن المتوكل.
لعل بعضنا ونظراً للمصالح الشخصية او الانتمائية، او السياسية، كنا ولازلنا السبب في منع، او عرقلة الزيارة، وبحجج واهية، قد نتصور أنها حقيقية تستوجب المنع.
فكلنا قد يكون مقصراً في عرقلة الزيارة أو عدم تسهيل امر الزائر.
فالسياسيين الذين منعوا، أو ساهموا، وحتى من سكت عندما منعت سلطات الطيران المدني الايراني شركة العراقية للطيران ان تسهل عملية الزيارة، عليهم ان يتأملوا في عملهم.
والذين رفعوا اسعار تذاكر الطيران طمعاً لجلب المنافع، فانهم المستأكلون بأهل البيت عليهم السلام.
والذين لعبوا دور الوسيط و حصلوا على اموال على حساب الزيارة، فانهم (لعلهم) مشمولين لكلام المعصوم عليه السلام.
روى الشّيخ الصّدوق في “الخصال” بسنده عن معاوية بن وهب، قال أبو عبد الله (عليه السّلام): “الشّيعة ثلاث: محبّ وادّ فهو منّا، ومتزيّن بنا ونحن زين لمن تزيّن بنا، ومستأكل بنا النّاس؛ ومن استأكل بنا افتقر.
قال العلّامة المجلسي: “الإستيكال بهم هو أنْ يجعلوا إظهار موالاتهم ونشر علومهم وأخبارهم وسيلة لتحصيل الرّزق وجلب المنافع فينتج خلاف مطلوبهم ويصير سببًا لفقرهم”.
وفي حديث قال عليه السلام: ((افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظارَ قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا، وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار. وفرقة أحبونا، وسمعوا كلامنا، ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا، فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منا ونحن منهم)).
واختم كلامي بنقل رواية عن رسول الله صلى الله عليه واله حيث قال: و بالحسين تسعدون و به تشقون.
فهل وصلت الرسالة؟
١٣ صفر ١٤٤٣
محمد تقي الذاكري