المدرسة الشيرازية وثقافة الانشطار
وصلني عبر الايميل شبه مقال عنوانه (الولي الجديد للشيرازية) ما يستفاد منه ذم المرجعية الشيرازية بسبب ان الخطيب الحسيني المرموق السيد باقر الفالي والرادودين الجليلين الملا باسم والملاجليل في مجلس حسيني في اهواز وخلفهم صورة للسيد الخامنه اي، وكلام تحليلي طويل، ومقترحات لطيفة تنبئ عن توجهات مصلحية للكاتب، او انها رسالة من السلطات الايرانية الى هذه المدرسة مفادها: الارتباط المباشر بنا يفتح عليكم الافاق و… او انها…
وفي الايميل ايضا: لعل القارئ يراني سفيها…..
ولم اجد في المقال اصدق من الخبرين (اصل الخبر وان كاتب المقال لعله يكون سفيها) والباقي زبد البحر.
اذ ان المدرسة الشيرازية تختلف عن المدارس الاخرى في كثير من الامور، ومنها الشفافية في التعاطي في مثل هذه الامور، ولذلك لم يبقي الامام رحمه الله شيئ لم يذكره في كتبه من افكار ومقترحات، ونقد و…
ولذلك، وبالتحقيق، اذا ارادت الحوار مع الانظمة تعرف الاسلوب وعندها من يدير الحوار باحسن وجه، وهي ليست بحاجة الى اللف والدوران، او ارسال رسائل ساذجة كهذه، وبهذه الطريقة.
اما انه وفي المثل العراقي: حب واتكلم واكره واتكلم.
وماوصلني في الايميل كان ناتجا عن جهل او كراهة، ومن يعرف الف باء المعرفة عن المدرسة الشيرازي لايقول هكذا، لانها مدرسة عريقة ومعروفة بالاصالة والفكر والمواقف، وصمدت امام التيارات والانظمة المنحرفة.
وعلى العموم وباختصار:
يعرف الجهاز المرجعي من خلال كتب وكلمات وخطب المرجع نفسه أوالجهاز الاداري لمكاتبه، اما غيرها فلاضير ولابحث.
لان القرابة والتبعية لاتعني الاطاعة، والاطاعة المطلوبة شرعا فهي في العمل بالفتاوى الفقهية، اما تشخيص الموضوع فهو متروك للمكلف.
فكما ان اولاد الامام الراحل والسيد المرجع وبعض وكلائهما دخلوا السجون الايرانية وتحملوا اشدانواع التعذيب لانهم قالوا ربنا الله، ثم استقاموا، وخرجوا منتصرين من دون اية درجة من الخضوع او الخنوع، ولذلك لم يشملهم العفو حتى نهاية مدة محكوميتهم ولله الحمد، فكذلك، قد يتخذ البعض منهم طرق اخرى، الا انه الملاك المرجع نفسه ونهج مكتبه.
والافاضل المذكورين واخرين ممن اتخذوا منهجا يختلف ومنهج الامام المرجع في القضايا الخلافية لم يكونوا يوما من الايام من الكادر المرجعي او اعضاء في مكتب من مكاتب سماحته.
ومن دون اية تنقيص من اعمال هؤلاء، مع جلالة قدرهم، نذكرصاحب الايميل باولاد الانبياء واقاربهم و… والقران الكريم خير شاهد ودليل، حيث كل انسان لايمثل الا نفسه.
فعندما خالف الامام الراحل تصرفات بعض الحكام، وانحرافهم عن المفاهيم الدينية ونهج الرسول والائمة الطاهرين عليهم السلام، سمع من امثال صاحب الايميل نفس النقد، واليوم ايضا نراهم ينتقدون المرجعية الشيرازية بتصرفات الاخرين.
المهم عندهم النقد والتنقيص.
وهذا ليس بجديد.
اما المدرسة الشيرازية، فهي تفتخر بعراقتها في الاصالة والفكر، ومواقفها مع الحكومات لم تكن يوما من الايام لمصالح شخصية او فئوية، فما رأوه منكرا اعترضوا عليه بالطرق التي رأوها مناسبا، مع ملاحظة الزمان والمكان.
اما انا، فأنظر الى قرار وتصرفات المرجع نفسه ولاغير، لانه هو حجة الله علي وعلى امثالي من المقلدين، كما في الحديث الشريف.
فالمدرسة الشيرازية شعبة من مدرسة الرسول صلى الله عليه وآله، مع الفوارق الكثيرة بينهما، ففي مدرسة الرسل والانبياء والعلماء رأينا اناسا لم يتفهموا كلام المدرسة ولم يستوعبوا ماسمعوه من كلام الوحي، وهذا ذنبهم وليس على الرسول والنبي والعالم و… عتب، لانهم امروا ان يكلموا الناس على قدر عقولهم، واذا محص -بالتشديد- الناس بالبلاء، قل الديانون.
ولذلك في سورة هود، قال الحكيم: ومن تاب معك.
وقول الرسول صلى الله عليه وآله: شيبتني سورة هود…
وهذا يعني انك وبمجاهدة النفس يمكنك ان تصبر و تستقيم، لكن ان يطيعك (من تاب معك) في كل شيئ فهذا أمر عظيم، لم يصل اليه احد.
ونكرر القول: ان المدرسة الشيرازية اكبر وأعظم من ان ……. ومن الله التوفيق.