المؤمن كيّس فطن
لدى استقباله مجموعة من شباب كربلاء المقدسة القادمين لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام بمناسبة عيد الاضحى، قال الشيخ محمد تقي الذاكري: الله سبحانه وتعالى شرّف مدينة كربلاء وميزها واهلها بميزات قليلة النظير.
فأهل كربلاء المقدسة يُعرفون بالاصالة و طيب النفس، وهذه مفخرة من المفاخر.
وفي معرض حديثه عن صفات المؤمن قال: فالمؤمن بما هو مؤمن عليه ان يكون ذكياً وكيّساً يعرف كيف ومتى يستعمل ذكائه ويستثمر هذه النعمة الالهية للوصول الى مبتغاه.
ثم تحدث فضيلة الشيخ محمد تقي الذاكري عن مجموعة نصوص مقدسة تبيّن أهمية المؤمن القوي وقال: كربلاء المقدسة ننظر اليها من عدة جوانب. منها: بملاحظة عدد النفوس الساكنة فيها.
ومنها: النظر لعدد روادها في المناسبات الدينية.
ومنها لأهميتها عند الله والعترة الطاهرة عليهم صلوات الله اجمعين.
فكربلاء مسكن ملائكة السماء وارواح الطاهرين ونفوس أبية رفضت الرضوخ للاستعمار باذلين انفسهم في مرضاة الله.
ثم استعرض فضيلة الشيخ الذاكري تاريخ كربلاء و الذين وصلوا الى الحكم من أهالي هذه المدينة وخدموا هذه المنطقة، وآخرين وصلوا الى سدة الحكم ولم يخدموا مدينتهم، بل وتفاخروا بأنهم لم يخدموها حتى لايُقال عنهم كذا وكذا.
واضاف فضيلة الشيخ: الذي ينظر الى هذه المدينة المقدسة من زاوية ضيقة نظراً لعدد نفوسها، لا يفهم معنى كربلاء وعظمتها، ولذلك ترى حكمه و مسؤولياته قصيرة المدى وينتهي به الأمر الى النسيان.
بل تراه في قائمة المطرودين من رحمة الله، وهذا هو الاثر الوضعي لمن لم يتشرف بخدمة مدينة الحسين عليه السلام و زواره، بينما الذي يخدم كربلاء نظراً لروادها والملايين من محبي الحسين عليه السلام تراه خالداً في قلوب المؤمنين، وهذا ايضاً هو الأثر الوضعي للاهتمام بهذه المدينة المقدسة.
ثم ختم الشيخ محمد تقي الذاكري كلامه بالقول: علينا جميعاً، وأنا منكم، وافتخر بذلك، ان ننهض بالمدينة ونتهيأ لاستقبال ملائكة السماء الموكلين بهذه البقعة المباركة، و الملايين من ملائكة الأرض الذين يبذلون الغالي والرخيص ليتشرفوا لزيارة هذه المدينة المباركة في مثل زيارة الاربعين والنصف من شعبان وغيرها من المناسبات.
فكربلاء المقدسة (والكلام لفضيلة الشيخ الذاكري) يجب ان تتهيأ لاستقبال خمسين مليون زائر، والاستعداد ليس من قبيل إعداد الفنادق والحسينيات وسكن الزائر فقط، بل من جهة البنى التحتية ومايفيد لما يحتاجه أهل البلد ورواده أيضاً. والكلام طويل.