القمة العربية، أهم النتائج ؟
انعقدت القمة العربية صبيحة هذا اليوم، وخرج رئيس أهم دولتين متنازعتين من الاجتماع.
وكان أول من خرج رئيس دولة قطر منزعجاً من العبارات الغليظة التي اسمعها من ابو الغيط من غير ان ينتظر العبارات التي استعملها المتكلم الأول بعد الأمين العام، أي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في جميع مؤتمرات القمة طوال عشر سنوات تقريباً.
وخرج صاحب الكلمة الاولى أيضاً بعد أن القى كلمته التي كانت ولاتزال بمثابة البيان الختامي لمؤتمرات القمة، تاركاً وراءه كل من حظر المؤتمر، وكأنه أراد ان يوصل رسالته اليهم بانكم، كلكم، لاقيمة لكم في المؤتمر.
أسمَعَهم ما أراد، ولم يحتاج الى أن يستمِع منهم مايريدون(!)
ومنذ قديم الزمن كانت القمة العربية وسيلة اعلامية وأداة بيد الغرب، يقدمون الحكام على أفكار يعرفونها من خلال لجنة التحضير، وبحضورهم يتم التصويت على مبتغى الاجندة الغربية، وأحياناً مجيئ الرؤساء لأجل شعار المعارضة في مثل قضايا القدس، فهم (أدام الله ظلهم على رؤوس الأمم المضطهدة) يتفقون تحت الطاولة لكنهم وللتاريخ يسجلون صوتهم عالياً بالمخالفة.
فايحاءات الرئيس الأمريكي، ونشاط صهره المبجل كوشنير أدت الى ماحصل حول الجولان السوري قبيل القمة، والقمة هذه كانت لأجل أن يستمع الغرب الى شعارات الحكام العرب بالمخالفة الصورية، لأجل تسجيل موقف، طبعاً لله وللتاريخ(!)
أما الأخوّة والقومية العربية والنخوة والمصالحة وأمثالها كانت شعارات الماضي أدت الى نتائج اليوم، والحقد، أو المصالح الشخصية هي الأصل في الأمة العربية التي فضلها الله سبحانه وتعالى من خلال تعيين النبي العظيم (صلى الله عليه وآله) منها.
والحكام أدام الله وجودهم للأمة العربية، حكمهم كحكم اولاد يعقوب، إن نجحت الخطة فهم كافرون بما أمرهم أبوهم، وإن فشلت فالعفو والصفع والله خير الغافرين.
وعلى أية حال، القمة نجحت من منظار الغرب ومن في فلكه واسرائيل الرابح الأول والأخير، وفشلها في حقيقة الأمر لايغير الواقع، والسنوات الخمس، نعم الخمس المقبلة ستوضح نتائج القمة المباركة.
حاولت كثيراً، ومن خلال متابعة أخبار القمة، أن أجد مبرراً واحداً لاقول انها المصالح يا رجل، لكنني فشلت في مخيلتي وسأقول بملئ فمي: انها النكبة، ولاغير.
أعاذنا والأمة المرحومة من نتائجها. والله واسع عليم.
محمد تقي الذاكري
31 مارس 2019