القضية الفلسطينية في مهب الريح
بعد سنوات من الدعوة الى الفصل بين القضية الفلسطينية كقضية اسلامية، وكونها قضية عربية، اعلن العرب (كسياسيين متسترين بستار الثقافة) ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعى، ان القضية ليست قضيتهم، وان فلسطين لم تكن في الاساس دولة و…
وسيتوج هذا الكلام (قريبا) بمعاهدات وتطبيع من قبل الدول العربية في العلن، بعد أن كان في الخفاء، والفخر لدولة اسرائيل طبعا، لأنها أول من كشفت الغطاء عن قائمة الدول العربية التي وافقت على تأسيس هذه الدويلة في قلب العالم الاسلامي منذ البداية.
ليس الكلام حول وجود اسرائيل كدولة، حيث انها موجودة فعلا ومعترف بها دوليا، انما الكلام حول الخيانة العظمى من الدول التي دفعت بالموضوع وساهمت، من خلال دفعها، في مقتل المئات من خيرة شباب فلسطين، وغيرها من البلدان التي ضحت لأجل الدفاع عن الارض المقدسة.
آنذاك، تستر الزعماء بموضوع الغصب والمسجد الاقصى و..، واليوم يتسترون بالمعاهدات التاريخية التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وآله واليهود، من دون ان يتذكروا ان الرسول لم يحارب اليهود على الاطلاق، وكل ما سجله التاريخ بين المسلمين واليهود، كان دفاعا عن المسلمين في مواجهتهم العدو، سواء كان من قريش، أو اليهود، أو المسيحيين، من دون فرق بين معتقداتهم.
فالحكومات التي نفخت في موضوع عروبة فلسطين ، أبعدوا المسلمين أولا، بادعائهم ان القضية عربية، ومن ثم بدؤا بالتجزئة في الولاءات، وكانت القضية تتراوح بين الولاء للسعودية، ومصر وسوريا، ثم ليبيا حتى جاء دور ايران، وهكذا دواليك.
واليوم أيضا نجد المنظمات الفلسطينية على أبواب دول معينة للحصول على مايحتاجونها وهم على أتم الاستعداد للتوقيع على ما تطلبه هذه الدول، ولا قضية لفسطين في البال، وكل يدعي وصلا بليلا(!)
وتبقى المشكلة موجودة في الصميم الاسلامي، حيث أننا في غفلة تامة لاندري كيف ومتى يمكن ان نفيق من نومتنا هذه.
والحل:
اليقضة أولا.
استيعاب الصحيح من تاريخ الرسول عليه صلوات الله، وتاريخ أميرالمؤمنين عليه السلام، في ادارتهم للعباد والبلاد.
ثم نهضة فكرية تغير مسار الامة الاسلامية، وبسلمية تامة.
ولاشك في أن الصبح قريب.
محمد تقي الذاكري نوفمبر 28/ 2017