الغرب يتغاضى عن المفاهيم لأجل المصالح
اثار الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما مواضيع مهمة في كتابه الاخير (الأرض الموعودة) وأثبت ان الغرب ومن في فلكه يغض النظر عن المفاهيم التي يعتبرها أحياناً خطوط حمراء لايمكن تجاوزها كما عن مثيله الفرنسي ماكرون.
نقرأ في كتابه (كما نشرته الوكالات) مايلي:
إن الرئيس المصري السابق كان يتبع نفس النهج تقريباً مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكن توقيع سلفه أنور السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل جعلت مصر حليفة للولايات المتحدة ودفعت واشنطن إلى صرف النظر عن سياسات حكومة القاهرة التي كانت تتسبب في تزايد الفساد وتفاقم سجل حقوق الإنسان ومعاداة السامية.
واضاف: ان مبارك لم يهتم بإصلاح الاقتصاد المصري الراكد الذي خلف اليوم جيلا من الشباب المصري الساخط عاجزاً عن العثور على عمل.
وتطرق أوباما إلى الاجتماع الذي استمر عدة ساعات في قصر القبة بينه ومبارك، مشيرا إلى أنه، بعد مناقشة الملفات الاقتصادية وسبل تفعيل عملية السلام العربية-الإسرائيلية، اقترح على نظيره المصري اتخاذ خطوات في سبيل الإفراج عن السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة.
لكن مبارك، حسب مذكرات أوباما، رفض بأدب هذه المبادرات وأصر على أن أجهزة الأمن المصرية تركز على محاربة المتطرفين الإسلاميين ويحظى هذا النهج الحازم بدعم شعبي واسع.
وقال الرئيس الأمريكي السابق: “ترك (مبارك) لدي انطباعا كأنني أتعامل مع حكام استبداديين مسنين أغلقوا أنفسهم في قصورهم ويديرون أمورهم عبر خدام متجهمين يحيطون بهم، ولم يعودوا يفرقون بين مصالحهم الشخصية ومصالح دولهم وليس وراء تصرفاتهم أي غرض سوى دعم شبكة معقدة من المحسوبية والمصالح التجارية التى أبقتهم فى الحكم”.
كما تطرق أوباما إلى خطابه الشهير في جامعة القاهرة الذي استهله بالتحية الإسلامية “السلام عليكم”، متحدثاً عن فارق مدهش بين خلو شوارع القاهرة من الناس واكتظاظ القاعة الجامعية بالحاضرين الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف شخص.
وأكد (اوباما): أن إدارته ضغطت على السلطات المصرية ليُلقى هذا الخطاب الذي وصفه بحدث فريد أمام شريحة واسعة من المجتمع، بما في ذلك طلبة وصحفيون وعلماء وقادة منظمات نسائية ونشطاء، بالإضافة إلى رجال دين بارزين ورموز في جماعة “الإخوان المسلمين”، كما تم بث الخطاب عبر التلفزيون.
وذكّر أوباما باستجابة الجمهور الفورية عندما صعد إلى المنصة وألقى التحية الإسلامية، مضيفا: “كنت حريصاً على توضيح أنه ليس هناك أي خطاب سيحل المشاكل الراسخة.. لكن مع استمرار الهتافات والتصفيق والتأييد لحديثي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتسامح الديني والحاجة إلى سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل آمنة ودولة فلسطينية مستقلة، كان بإمكاني حينها أن أتخيل بداية شرق أوسط جديد”.
وأوضح الرئيس السابق أنه لم يكن من الصعب لديه في تلك اللحظات تصور “واقع بديل يقوم فيه الشباب الحاضرون في تلك القاعة بإقامة مشاريع وبناء مدارس جديدة وقيادة حكومات مسؤولة وفعالة والبدء بإعادة تصور إيمانهم”، مضيفاً: “ربما كان بإمكان المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى الجالسين في الصف الثالث تخيل نفس الصورة أيضا”.
اقول: وما فائدة الكلام الفارغ بعد فوات الأوان؟
وما الفرق بين السياسة التي يتبعها الغرب (في جميع الحالات) و سياسة رؤساء وحكام الشرق الاوسط في التلاعب بالالفاظ لتطبيق الاستبداد؟
أين الخطوط الحمراء؟
كلها اختفت تحت عباءة التقارب مع اسرائيل؟
ليست المشكلة في تلاعب السياسيين بالمفاهيم والالفاظ، المشكلة في الشعوب التي تصفق للغرب وتعتبره المنقذ(كما عن الامام الشيرازي.
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
٢٠٢٠/١١/٢٢