الشعب العظيم (!)
كلمة (الشعب العظيم) سمعتها مباشرة، أوقرأت التصريح بها في كثير من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، و السوشيال ميديا من قادة وزعماء في الشرق الأوسط والدول الاسلامية طوال خمسين عام، والى يوم أمس، ولا أتذكر ان كنت سمعتها من رؤساء دول غربية حول شعوبهم (!)
وبالعكس، كلمة (اعتذر من الشعب) سمعتها (وقرأتها) من رؤساء وزعماء غربيين كرارا ولم اسمعها من قادة وزعماء دول الشرق الاوسط والدول الاسلامية، الا نادر جدا.
من خلال البحث على الشبكة العنكبوتية، وجدت ان من قال (الشعب عظيم) أراد بذلك احدى الأهداف:
الفوز في الانتخابات المقبلة.
تمرير اتفاقية معينة تم التوقيع عليها، وتحمير الشعب.
حملة استباقية لتمرير اجندة سياسية خاصة.
وغيرها من الأهداف السياسية لمصالح شخصية.
كما وجدت أن جل هؤلاء في قاعة المحكمة بعد انقلاب عسكري، أو طرد من قبل الشعب نفسه، وعلى أقل التقادير ذكرهم التاريخ بسوء، وانكشفت سوءاتهم ولو بعد حين.
بينما زعماء الدول الغربية ومن في فلكهم، اما يحاكمون وهم حكام، ان كانت التهم الموجهة ضدهم مستندة، أو يتم اعفاؤهم (يطردون من الوظيفة) وان سلموا فنجد الشعب فخور بهم، مكانتهم السياسية الى جانب الزعامات الجدد.
وجميع القائلين بالشعب العظيم (بحسب احصاء شبه دقيق) صرحوا للاعلام الغربي في وقتها، بان الشعب غير ناضج وغير مستعد لتطبيق (أوفهم) الديمقراطية والحريات السياسية والمشاركة في الحكم و… مما يدل على أن كلامهم كان ضحكا على الذقون، على أقل تقدير.
ولا انسى ماذكره المرجع الديني الكبير السيد محمد الشيرازي بعيد انتصار الثورة الايرانية، وفي عهد رئاسة السيد ابو الحسن بني صدر عندما مدح الشعب الايراني وقال: الشعب الايراني العظيم الواعي بما جرى ويجرى في ايران، قال الامام الشيرازي رحمه الله: خلال اقل من سنة ستجد هذا الرئيس الذي يكذب على شعبه الان، ستجده خلف القضبان، أو هارب من البلاد بعد أن تنكشف خبايا خدماته للاستعمار..
وكان ذلك عندما هرب بملابس نسائية وبمساعدة أعيان الثورة آنذاك.
وهنا تذكرت كلام لأمير المؤمنين علي عليه السلام حيث قال: أحمق الناس، من ظن أنه أعقل الناس. غرر الحكم.
ولا أدري هل الشعب …. أو الذي كان يصرح (الشعب العظيم) هو …
محمد تقي الذكري
4/2/2018