الدعابة فن وثقافة
الدعابة في اللغة: مبالغة في اللعب والمزاح، وفي الاصطلاح: ألاتيان بما هو مستملح. وهي ميزة لشخص يضيف الى خُلُقه الرفيع الابتسامة والكلام اللطيف للتسلية، أو لتلطيف الاجواء، ومنه القول: زدنا من دُعاباتك اللطيفة.
ومنه الفكاهة أو الطرفة هي: الميل لخبرات معرفية محددة بغرض إثارة المزح والتسلية. و يعتبر هذا المصطلح مستمد من طب الأخلاط الأربعة، الذي زعم أن توازن السوائل في جسم الإنسان، والمعروفة باسم الأخلاط)، يتحكم في الصحة والعواطف البشرية. (خفيف الدم ).
ولذلك يستجيب الناس من جميع الأعمار والثقافات لروح الدعابة، ومعظم الناس قادرون على تجربة الفكاهة -أن يكون مسليا، ويبتسم أو يضحك علي الشيء المرح – وبالتالي يمكن اعتبارها أنها تمتلك حس النكتة.
على افتراض أن شخص يفتقر إلى روح الدعابة، فإنه غالبا ما يجد السلوك المتضمن للدعابة غير قابل للتفسير، غريب، أو حتى غير منطقي.
على الرغم من أن تحديد الدعابة هو في نهاية المطاف مسألة ذوق شخصي، إلى أن المدى الذي يجد فيه الشخص شيئا فكاهيا يعتمد على مجموعة من المتغيرات، بما في ذلك الموقع الجغرافي، والثقافة، والنضج، ومستوى التعليم والذكاء والسياق، على سبيل المثال، فإن المستمعين الناضجين يميلون إلي أشكال من الفكاهة أكثر تطورا مثل الهجاء والتي تتطلب فهما للمعنى الاجتماعي والسياق. انتهى مافي كتب اللغة.
فالدعابة من عوامل بناء الثقة بينك والناس وأنها توصلك بالمجتمع باقرب الطرق وأسهلها، فاذا أردت ان ينجذب اليك الكثير من الناس وأن تكون صحبتك ممتعة للجميع، فعليك ان تتمتع بروح الدعابة.
وفي الحقيقة: إن الدعابة هي أنضج رد فعل من الإنسان على المواقف التي تزعجه كما يقول الأخصائيون.
هذا بالاضافة الى ان الدعابة صانعة لمسرّات القلوب، وإدخال السرور في قلوب الآخرين.
يقول الإمام علي عليه السلام: اجمعوا هذه القلوب، والتمسوا لها طرائف الحكم، فإنها تمل كما تمل الأبدان، والنفس مؤثرة للهوى، أخذة بالهوينى، جانحة إلى اللهو، أمارة بالسوء، مستوطنة للعجز، طالبة للراحة، نافرة عن العمل، فان أكرهتها أضنيتها ـ إي أبليتها ـ وان أهملتها أرديتها.
وباختصار: الدعابة هي مقدرة ومهارة لدى بعض الناس لإثارة مشاعر التسلية والفرح لغيرهم، وتثير الدعابة في الناس مشاعر الفرح والضحك والتسلية، ويتصف البعض بروح الدعابة.
وهذا هو التفسير العملي للرواية المروية عن رسول الله (ص) حيث قال: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.
ولذلك تجد أن الطغاة أكثر الناس توتراً ، واقلهم دعابة. على عكس الرجال العظام في التاريخ.
كما أنه ثبت بالتجربة، والدراسة ان أفضل وسيلة للتنفيس عن التوتر هو المرح او النكتة.
ولان التوتر يؤدي إلى خفض الإنتاج فقد عكفت الشركات الكبرى على دراسة كيفية إزالة التوتر، وتوصلت إلى إن صمام الأمان هو الفكاهة.
قيل: ولقد كان العرب إذا مدحوا أحداً قالو عنه : هو ضحوك السن، بسام الثنيات، هشَّ إلى الضيف، وإذا ذموا أحدا قالوا عنه : هو عبوس الوجه، جهم المحيا كريه المنظر، حامض الوجنة، كأنما نضّح وجهه بالخل ، او اسعط خيشومه بالخردل.
وفذلكة القول: ان الدعابة جزء من حسن الخلق تماماً كما إن عكسها جزء من سوء الخلق، ولذلك ورد في الحديث الشريف: إن الله يبغض المعبّس في وجه إخوانه، فالمؤمن ـ كما يقول الحديث الشريف: هشٌ بشٌ. وليس بالمقطب.
وهكذا كان رسول الله ، وعلي، والأئمة عليهم أفضل الصلوات والسلام، وعلى نهجهم سار ويسير جل علماء الاسلام، حرسهم الله من الآفات.