الحرية ثقافة وممارسة
كورونا غزت العالم ولم ترحم أحدا أبدا، الا انها كشفت المستور في قضايا مختلفة، منها الالتزام بالحرية والديمقراطية، وبيان الصدق في كلام الزعماء.
كثير من رؤساء الدول كتم الواقع خوفا من تبعات الاعلان، وكثير منهم لم يصدق مجيء الوباء بهذه القوة والسرعة، كالرئيس الامريكي ترامب.
الا أن واحدا منهم اعترف بخطئه أمام السوشيال ميديا واعتبر نفسه أحمقا لأنه خرق القانون على الأقل.
نقرأ الخبر في الاعلام:
وصف وزير الصحة النيوزيلندي نفسه بأنه “أحمق”، وذلك بعدما خرق تدابير الإغلاق – المفروضة للحد من انتشار وباء كورونا – بالذهاب في رحلة مع عائلته إلى الشاطئ.
وأقرّ الوزير ديفيد كلارك بأن قيادة مسافة 20 كيلومترا مع عائلته كانت “خرقًا واضحًا لمبادئ الإغلاق”.
وبالرغم من عدم التزامه بالقانون، قاد الوزير عائلته في عطلة نهاية الأسبوع التي تلت رفع مستوى الاحتياط من منزلهم إلى الشاطئ.
وأقرّ كلارك لرئيسة الوزراء بقيامه بالرحلة بعد تعرّضه لانتقادات لخرقه القواعد مرة ثانية.
ففي الأسبوع الماضي، قاد شاحنته إلى مسار جبلي للدراجات، حيث التقطت صورة له.
وقالت رئيسة الوزراء أرديرن الأسبوع الماضي في ما يخصّ الرحلة الجبلية: “يمكن للناس الخروج لاستنشاق هواء نقي، والقيادة لمسافات قصيرة إذا لزم الأمر، لكننا طلبنا تجنّب الأنشطة التي يزيد فيها احتمال الإصابة”.
وأضافت أنه “كان على الوزير الالتزام بالإرشادات”.
وقال الوزير كلارك “مسؤوليتي كوزير للصحة ألا أتبع القواعد فحسب، بل أن أكون مثالاً للنيوزيلنديين الآخرين”.
وأضاف “في الوقت الذي نطلب من النيوزيلنديين تقديم تضحيات تاريخية، خذلت الفريق. لقد كنت أحمقًا، وأتفهم سبب غضب الناس”.
وهذه دلالة واضحة على أن الحرية والديمقراطية متأصلة في نيوزيلندا، أقوال وأفعال، ومن دون زعل وتلاعب بالالفاظ، فان الاعتراف بالخطأ فضيلة.
لكن مع الأسف اننا لم نتعلم، وحتى الرئيس الأمريكي الذي يدعي ان بلاده مهد الحرية والديمقراطية كذب عدة مرات ولم يكن صادقاً، حتى في عدم استعماله الكمامة، وليس هو فحسب، بل حتى كبار اعضاء دولته، وكذلك غيره من رؤساء الدول في الشرق الأوسط، استعملوا التورية في لقاءاتهم الصحفية وتهربوا من الالتزام بالقوانين.
ولعله لذلك اننا لم نسمع في مكان من العالم أن أحدا نادى الموت لنيوزيلندا.
و في الجهة الاخرى نقرأ عن رويترز:
قرر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا معاقبة وزيرة الاتصالات ستيلا ندبيني-أبراهامز لمخالفتها إجراءات العزل العام المفروضة في البلاد لمواجهة فيروس كورونا.
وقرر الرئيس منح الوزيرة “إجازة خاصة” لمدة شهرين وخصم شهر من راتبها.
واتخذ رامافوزا هذا الإجراء بعد ظهور صورة للوزيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تتناول الغداء خارج منزلها، مما أثار غضب المواطنين القابعين في منازلهم خلال فترة عزل عام لمدة 21 يوما، بدأت في 27 مارس الماضي، بحيث لا يسمح لهم بالخروج إلا لشراء الطعام أو الحصول على المساعدة الطبية.
وقالت المتحدثة باسم الرئيس رامافوزا، إنه “يؤمن بأن لا أحد فوق القانون، بما في ذلك الوزراء. ويقول إنه لا يجب أن يقوض أحدنا الجهود الوطنية لإنقاذ الأرواح في هذا الوضع شديد الخطورة”.
من جانبها، اعتذرت الوزيرة عن انتهاكها، عبر تسجيل مصور نشرته على “تويتر”، قائلة إنها “نادمة على ما حدث”.
15 شعبان المعظم 1441