الحداثة او النهج الروحي للاسلام؟
هناك توجه حداثوي مضطرب في بعض البلدان لبيان روح الاسلام، كما يقولون، يدعو الى اقامة صلوات الجماعة بإمامة إمرأة.
وبهذا العمل يعتقد البعض انه عمل يتوافق مع روح الاسلام لكنه يتعارض مع تحكم الرجال في المساجد وإبعاد المرأة من تحمل المسؤولية في ادارة الجامع وغيره، مما ادى هذا التصرف الرجولي الى تحرك نسوي، قد يكون مدروساً في بعض البلدان، وغالب هذه الأمور حصلت، وتحصل عادة في جوامع السنة، وذلك لأنهم يعتبرون المرأة من الدرجة الثانية في المجتمع.
ولو بحثنا قليلاً في الفتاوى على الانترنيت لوجدنا فتاوى ناشزة تخرج في كثير من الاحيان عن ظاهر الاسلام السمح، فكيف بروحه. فبعضها يجوّز للرجل ان يأكل لحم زوجته اذا اضطر لذلك، وفي بعضها المرأة كاللحم الاحمر ، ولو تصافح الرجل مع زوجته وهو متوضئ فيبطل وضوءه وهكذا…
لكن، عند المذهب الشيعي المتخذ من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، يجوز للمرأة ان تؤم النساء، كما يجوز اختصاص مساجد وحسينيات ومراكز مختلفة للنساء، وهذا بفتوى رسول الله صلى الله عليه وآله، وبفعله في زمن حياته.
كما ان للمرأة دور فعال في مختلف المجالات مالم يتعارض حشمتها وعفتها، كما ويجوز لها السفر من دون محرم، ولها استقلايتها في انتخاب مرجع تقليد و…
وعليه، فالحداثة موجودة في صميم الاسلام، ولايتعارض مع روح الاسلام على الاطلاق.
أما مايحدث في الدنمارك و دول غربية اخرى( نقلاً عن الغارديان) من ان يرتفع صوت الاذان بصوت نسائي واضح يسمعه الرجال، أو وضع قوانين للزواج والطلاق يتعارض مع النصوص الدينية و.. وتحدي التفسيرات الذكورية للقران ( حسب تعبير أحد أئمة الدنمارك من النساء) فلاحداثة ولا تطابق مع روح الاسلام، حيث ان الله سبحانه وتعالى وضع الكثير من الميزات في وجود المرأة ولطافة صوتها وجسمها و..
فالقوانين الالهية ليست مختصة بالرجال، إنما جعل الله سبحانه وتعالى الرجل حكمه حكم مدير الاعمال، كما نراه في مكاتب المسؤولين والاطباء و… يقوم بتنفيذ ماتحتاجه المرأة، وعليه مسؤولية حمايتها من الآفات وان ينفق عليها كي تعيش بكرامة و…
أما كون المؤسسات الدينية الاسلامية يسيطر عليها الرجال، فهذا تصرف بشري أساء الى ما أراده الله سبحانه وتعالى وشوّه الحكمة من نظام الخلقة.
وعلى اية حال، وبعد التتبع لمثل هذه الاخبار تبيّن ان الداعم لهذه النظريات، السعودية وتركيا، وكلاهما له المصلحة في ادارة المساجد لخدمة التوجهات السياسية ولايهمها الجانب الديني على الاطلاق.
فالرجال والنساء في القران الكريم متساويين في الكمالات، ومختلفين في ظواهر الجسم وتفاصيل الحواس وبعض المسؤوليات، وهذا لايعني تسليط الرجال على النساء، بل العكس، أي ان للمرأة الدور الاساسي في بناء هيكلية المجتمع، بدءً من عمل البويضة وحتى برمجة سايكلوجية الزوج والاولاد، وحكمها كحكم الطبيب النفساني في وضع الحلول.
والمشكلة ترجع الى النظرة السلطوية لعلماء المذاهب، غير المذهب الجعفري السمح، فانهم يجوزون ضرب المرأة ولايحق لأحد السؤال من الزوج عن السبب المؤدي الى الضرب، بحجة عدم انتشار الفحشاء، كما يقولون، وهذا يعني انهم يتهمونها بالفحشاء اولاً، ثم يجوزون ضربها و…
والكلام في هذا المجال كثير.
أما إمامة المرأة للرجال، فلايجوز عقلاً وشرعاً وحفاظاً على عفة المرأة والمجتمع و…، فالمرأة تمتاز بجمالها و قوام اندامها وحلاوة صوتها و… وكيف يمكن ان تكون أمام الرجل وهو ينظر الى جمالها واندامها و… وكيف يسمع انين صوتها الجميل ولايفكر في جمالها، ولم يذهب الى المغريات الموجودة في وجودها؟
فالرجل بطبيعة خلقته مِقدام في بيان غرائزه وتحرشه، ومريض وضعيف عندما ينظر الى جمال المرأة واندامها ويستمع الى صوتها، ويدخل قفص العشق خلال ثوان معدودة، بينما المرأة لاتفكر في اندام الرجل، وصوت الرجل لايجذب النساء، انما كلامه الجميل وعواطفه الجياشة هي التي تسحر المرأة وتجذبها اليه، وربما تعيش اربعين سنة ولاتعش(!)
وتنتهي المشكلة عندما نؤسس المساجد والمحلات والاسواق و.. الخاصة بالنساء، ونخلق لها المناخ المناسب الذي يحافظ على كرامتها ويعطيها الحرية في الاختيار والتصرف.
واشنطن ٧/١١/٢٠١٧
محمد تقي الذاكري