الاصابة في الافراد وليس المبنى
في متابعاتي للاخبار لفت نظري رسالة صادرة بتاريخ اليوم ٢٧/٢/٢٠٢٠ من مدير أمن مجلس النواب العراقي يطلب فيها تعقيم مبنى البرلمان العراقي قبيل الاجتماع المهم الذي سيطرح فيه رئيس الوزراء المكلف اسماء الكابينة الوزارية وبرنامجه السياسي للفترة المقبلة و إن كانت بحسب الظاهر قصيرة.
ثم تابعت كلام النواب في تقييمهم للكابينة الوزارية المرتقبة والاشكالات التي ستنطرح لعرقلة التصويت، او الاعتماد عليها.
وكان الملفت للنظر هو كيفية استقبال الرئيس المكلف ومن في فلكه في اول اجتماع حصل لأجل ذلك…
فوجدت ان العلة الاساسية التي من المفترض ان يطالب بها مدير أمن مجلس النواب العراقي، ليس تعقيم المبنى، إنما هو تعقيم نفوس النواب ادام الله ظلهم المتوقع بقاءهم لفترات طويلة على هذا الكرسي المريض.
وذلك لأن القانون العراقي يعطيهم الراتب المليوني والحصانة والحماية والخدمات المميزة حتى آخر لحظة من حياتهم.
فاخذت بالبحث عن رقم جناب مدير أمن البرلمان حتى اقترح عليه، لكنني يئست من ذلك، نظراً لأن النائب العراقي أهم و أعظم مقاماً و مكانةً من اعظاء برلمانات العالم ورؤسائها، وحتى رؤساء الجمهورية في دول عظمى، حيث ان الكتاب الاصفر أو غيره يذكر الارقام الصحيحة للتواصل مع النائب أو الرئيس.
على اية حال، اعتقد ان المطالبات الجماهيرية في المظاهرات المتعددة زماناً ومكاناً، كلها، وليس جلها، تطالب بتطهير الحكومة ومن في فلكها من الفساد المنتشر في الأعماق.
واذا لم نسمع بذلك لحد الان، لأن القانون لايسمح للشعب فعلاً، لوجود هيكلية كاذبة وخيالية تحت عنوان الانتخابات النزيهة.
فارجو من جناب مدير أمن البرلمان و وزارة الصحة، وكل من يرتبط بذلك، المطالبة بتعقيم نفوس تتصور انها تمثل الشعب العراقي حقيقةً، بينما الشعب يعتقد انهم ممثلي دول مختلفة، قريبة كدول الجوار، أو بعيدة حتى جنوب افريقيا(!!)
وإن كانت الأدلة تشير الى احتمال ان تكون المطالبة بالتعقيم في طريق العرقلة وليس القضاء على الفايروس، أو الاطمئنان على صحة النواب.
اضف الى ذلك، طرح موضوع التعقيم في هذا الوقت بالذات، قد يكون بمثابة توجيه اتهام للرئيس المكلف والكابينة الجديدة بأنها تحمل الوايروس، لاسامح الله.
على اية حال وبخلاصة القول: النفوس أولاً، ثم المبنى رجاءً.
محمد تقي الذاكري
٢٧/٢/٢٠٢٠