الاسلام والعقل السليم يفضّلان المساومة مع الحاكم وإن كان ظالماً
في اواخر عهد صدام المقبور تحدث الشيخ جمال الوكيل من حركة الوفاق الاسلامي العراقية عن صفقة مقترحة تتجنب قتل الابرياء شريطة تنحي صدام عن الحكم في قبال عدم محاكمته وقتله … و تفاصيل تُذكر في محلها.
وكان هذا رأي الاسلام ويؤيده العقل السليم ايضاً.
لكن الامور سارت باتجاه آخر خيث رفضت القوى السياسية المدعومة من دول الجوار، و صدام حسين ايضاً رفض المقترح (على ما نُقل) وحصل ما حصل الى يومنا هذا. والى الله المشتكى.
وبعد سنوات عجاف من التعقل، وقتل الكثير من الابرياء وتشريد شعوب، كشف موقع حقائق فور يو (haqaeq4u.com) عن تقرير لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية فحوى محادثات سرية كانت يمكن أن تنقذ الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، من المصير الذي لقيه وتجنب ليبيا الفوضى التي غرقت فيها لسنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات كانت أقرب ما توصل إليه العالم لحل الأزمة الليبية سلميا في 2011.
ووفق التقرير، فإن جانبي المفاوضات، من النظام والمعارضة، اتفقا على مقترح ينص على أن يتخلى القذافي، الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما، عن الحكم ويترك السياسة على أن تستمر مؤسسات الدولة دون تغيير.
وقالت الصحيفة إن المفاوضات انهارت وقتل القذافي بدعم من حلف الشمال الأطلسي، كما قتل أيضا أكثر 1000 مدني على الأقل خلال الحرب.
وفي لقاء حصري مع الصحيفة، اتهم وزير الخارجية النرويجي السابق جوناس ستور، الذي توسط في الاتفاق، فرنسا وبريطانيا بمعارضة حل تفاوضي.
وقال ستور للصحيفة إن لندن وباريس لم يقبلا الخيار الدبلوماسي، مشيراً إلى أنه كان من الممكن الوصول إلى حل وتجنب انهيار الدولة الليبية.
وأشار ستور إلى أن اثنين من كبار المسؤولين النرويجيين كانا في القصر الرئاسي في طرابلس مع سيف الإسلام عندما صدر قرار الأمم المتحدة في نيويورك، وتطلب الأمر نقلهم على عجل عبر الحدود مع تونس مع اقتراب موعد أولى الغارات الجوية لحلف الشمال الأطلسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ستور نظم لقاء مباشر في 27 أبريل بين النظام والمعارضة في أوسلو، وذلك بعد محادثات استمرت لأسابيع.
و وفق التقرير، وضع الدبلوماسيون النرويجيون في نهاية تحركاتهم خطة شاملة جاء في سطرها الأول أن العقيد قرر ترك السلطة والتنحي لإنهاء المرحلة الأولى من الثورة، وحظيت الخطة بدعم على أعلى المستويات في ليبيا.
وأشار المسؤول النرويجي إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلارى كلينتون كانت حريصة على التفاوض ولكن فرنسا وبريطانيا لم تكونا مهتمتين.
وقال ستور، الذي يتزعم الآن حزب العمال المعارض في النرويج، إن الفشل في أخذ مفاوضات 2011 على محمل الجد تسبب في مسار مأساوي للبلاد التي تحولت إلى مسرح لحروب تدار من بعيد.
ومن الطبيعي ان لندن و باريس يرفضان المقترح السلمي، اذ أن ساركوزي لازال تحت رحمة سيف المحاكمة بتهمة استلامه مبالغ من المعمر القذافي خلال فترة فوزه في الانتخابات، وبريطانيا خائفة من اسرار قد يكشف عنها المعمر….. ولو حصل التفاوض ونجح السلم، فأين تباع الاسلحة وكيف يتمكن الغرب من نهب ثروات ليبيا و….
ولذلك قال الامام الصادق عليه السلام: لو عرف الناس محاسن كلامنا لأتبعونا.
٤ شعبان المعظم ١٤٤٢