احنا في عصر التخلف !
وصلت من السفر وما ان دخلت المنزل، رأيت ورقة من دائرة الماء تدعوني الى تسديد الفاتورة.
لاعنوان، ولارقم هاتف، ولا… وعندما سألت الجيران استغربوا من سؤالي، قالوا: ماكو هيچي حچي !!
استأجرت التكسي واخذت بالبحث عن الدائرة ولا أحد يعرف عنها شيء، وبعد البحث الطويل في احياء كربلاء المقدسة عثرت على العنوان، وعندما ذهبت وجدت الابواب مغلقة، وبعد السؤال قالوا: اليوم يوم السبت وهؤلاء عندهم السبت عطلة.
وعلى اية حال وفي يوم آخر ذهبت حتى اسدد الفاتورة، فقلت للموظف: ماكو طريق آخر لتسديد الفواتير حتى مايتحمل المواطن عبئ البحث و الطريق و…
قال متفضلاً: احنا انعيش عصر التخلف(!)
ثم اضاف: احتفظ بالوصل، قد يقولون لك انت مو دافع (!!)
تذكرت انني سألت مدير احدى المصارف الرسمية عن الجمود في القوانين المصرفية، فقال لي مايشبه كلام الموظف السابق.
حتى قرأت في القنوات الخبرية تفاصيل السرقات من كي كارد ومن رواتب الموظفين، والسراق كانوا من طبقة يُفترض ان نحترمهم ونُقدسهم.
هذا يعني ان الجباية قانون وثقافة وممارسة، وكذلك الامر في تسديد الفواتير.
فلو قنن البرلمان قانوناً يخدم المواطن، و تثقف مسؤول الجباية، معتقداً ان الجباية تحتاج الى متابعة وتسهيل الامور، وتثقف المواطن ليتفهم انه مكلف بالدفع، و… لتمكنت الدولة من ممارسة أعمالها في خدمة الوطن و المواطن.
أما مجانية الماء والكهرباء، فهو حق المواطن، وقد أمر به الشارع المقدس وتم تطبيقه في دولة امير المؤمنين عليه السلام و في العصور المتأخرة تم التطبيق في بعض الدول الخليجية، لكنه أمر مستحيل في الشرق الاوسط بشكل عام مادام المواطن لايحظى بالأمن والخدمات، و سهولة القوانين، بالاضافة الى التطوير في مجال التكنلوجيا.
فالمواطن اليوم يعيش اجواء غير مطمئنة، يترقب استقلالية الحكومة من تدخلات دول الجوار، وسلامة الاحزاب والتكتلات السياسية، ونظافة الدوائر من الرشاوي والسرقات.
اعجبني كلام بعض الاحبة في الفيس بوك حيث كتب: تعيش الأغنام حياتها خائفة من الذئب و في النهاية يأكلها الراعي.
٢٠٢٠/١١/١٥