وقفة مع الواقع

1- انسانية الإنسان والخلافات الزوجية

اختلف مع زوجته بسبب تصرفات قال: انها مخالفة للشرع، واراد ان يؤدبها، كما قال، فادعى أمام عدداً من العوائل الصديقة: سأطلقها، وكانت الزوجة رافضة الطلاق ولكنها تطالبه باجتماعات لحل الأمور، وكانا يجتمعان أحياناً، إلا أنه يبقى كان دوماً مصراً على مطاليبه، وتبقى مرددة: نحالول ان نستمر على التواصل وان لانُشعر الأولاد بالخلافات و…

ومضى الزوج على تصرفاته فترة مهدداً بالطلاق، ثم هجر المنزل، وبعد فترة ونصائح أهل الخبرة تقرر ان يتفق مع استشاري (شرق اوسطي وملتزم) ليحل مشكلته معها، و مطالباً اياه ان يغير أفكارها، وكان يستمع الى بعض مقترحات الاستشاري، وابتدأ بالجلسات الثلاثية (الزوج، الزوجة، المستشار) عبر الهاتف، وبعد فترة الزوجة تركت التواصل معهما، على أساس ان هذه الجلسات غير مجدية.

وكان المستشار يقول لها: يُريدك تكوني إمرأة القرون الماضية، ان تتركي نشاطك الاجتماعي، وتستأذني منه في كل صغيرة وكبيرة، وان تطيعي أوامره حرفياً، و… كما قالت.

وكان يقول للاستشاري: أريد تأديبها …. وسمعت الزوجة الكلام و…

وقال المستشار: اذا قدرتي على التكييف معه في مطاليبه فاستمرار الحياة الزوجية، وإلا فاطبي منه الطلاق …كما قالت.

ثم نصحه اخرون وقرر ان يستشير مع اخصائية امريكية، واجتمعت معهما، وفي الأثناء ضرب اوراقه على الطاولة وفي وجهها وترك الزوج التواصل، كما قالت ايضاً.

وعندما وافقت الزوجة بالطلاق، تغيرت أفكاره ورفض الطلاق، واستمرت الخلافات، حتى بعث اليها رسالة عبر محاميه مطالباً زوجته بالآتي:

إما ان نستمر بالحياة الزوجية كما اريد!

وإما ان تتركي كل شيء، المهر،حقها في المنزل قانوناً، الاولاد وحق الحضانة، وتذهبي الى أهلكِ و…. وعند ذلك اُطلقك طلاقاً خلعياً و…

وكان يتصرف معها، قبل بدئ الخلافات، تصرفاً مهيناً لها( تحطيم شخصيتها) ولأهلها متهماً إياهم بالكيل والموزون وارتباطهم السياسي وعملهم ..( لافي شرفهم إنما في اعتباراتهم الاجتماعية) في الوقت الذي كان يتمتع بكامل الاحترام والدعم اللوجستي من قِبَلِهم، وكل ذلك في سبيل تحطيم معنوياتها، ولعله لوجود الفارق الاجتماعي بين الاسرتين، أو المستوى الثقافي، لأنه انحدر من اسرة متوسطة، وكان ابوه ظالماً لأمه مهيناً لها وكرامتها و….

فالزوج ورث من ابوه ماورث، وكان كارهاً لتصرفات والده، الا أنه وبعد ان تزوج بدأ بنفس الطريقة في تعامله مع زوجته واولاده، لكنه كان كريماً (متوسطاً) من جهت النفقة معهم، بتصور ان المرأة بحاجة الى الأكل والشرب و…. فقط

وبعد ان رفضت التوافق معه وأصرت على الطلاق، حاصرها اقتصادياً، حذف اسمها من كل شيء وأغلق بطاقتها الائتمانية و… لكنه ترك لها واولاده الثلاثة بطاقة باعتبار محدود(اقل من ١٠٠$) قد يكون باسم النفقة ….

لو جاء و سألني عن الحكم الشرعي ؟

سيكون جوابي كالآتي:

اولاً: مناقشة تصرفاته.

ثانياً: حقها لاستمرار الحياة الزوجية.

ثالثاً: مراجعة المحاكم العرفية.

رابعاً: حقها عند الطلاق.

خامساً: الاخلاق الشرعي، وهو الأهم.

شارك مع: