السياسة والشفافية (!)
قالوا في تعريف السياسة: أنها علاقة بين حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أو لم يرد.
وتمتاز بأنها عامة وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة، وتحظى بالشرعية.
و قالوا: أنها كيفية توزيع القوة والنفوذ ضمن مجتمع ما أو نظام معين.
و أنها: العلاقة بين الحكام والمحكومين أو الدولة وكل ما يتعلق بشؤونها أو السلطة الكبرى في المجتمعات الإنسانية وكل ما يتعلق بظاهرة السلطة.
وقد يقال: بأنها العلم الذي يهدف إلى تقديم السبل والمناهج المختلفة من أجل تدبير شؤون الدولة في الداخل وفي علاقاتها مع الخارج .
وقد نقل عن الشيخ هاشمي رفسنجاني قوله: السياسة يعني أن لاتعرف شيئا عما يجري.
فالاسلام يرى أن السياسة يعني ادارة شؤون البلاد والعباد بطريقة يُرضي الله سبحانه وتعالى.
أما المجتمعات، فانها تفسر السياسة بالكذب والدجل وما الى ذلك.
و هل يحق لنا القول بأن السياسة (بالمفهوم المعاصر) يعني الضحك على ذقون الأمم والشعوب ؟
الظاهر: نعم، ولا(!)
نعم كما هو المعمول في الشرق الأوسط.
لا، كما هو في الدول التي تحترم شعوبها بنسبة معينة، طبعا.
وللتوضيح أقول: كلام الشيخ رفسنجاني هو بمنتهى الدقة ومعمول به في الدول المحترمة، مع ملاحظة النسبة طبعاً،
فانك تسمع الكلام الملتوي الخليط بين الكذب والتورية، ويمكن أن تفهم من السياسي أنه اخفى الكثير من التفاصيل.
ولكن في الشرق الأوسط، على الأغلب، فانك تسمع الكذب تماماً.
والدليل على ذلك أن الاتفاقيات المبرمة بين الدول المحترمة يمكن الحصول عليها ولو بعد 100 عام عن طريق رفع الغطاء عن سريته، أو النت، أو كتب المذكرات، أو اللقاءات الصحفية، وما الى ذلك، ولكن لايمكن معرفتها في دول الشرق الأوسط، والقائل بها يكون مصيره ال…، ان لم يكن الا…. كما حصل مرات عديدة وفي دول متعددة، لانسميها ….
فالشفافية ليس لها وجود نظرا للمصلحة العامة، أوالشعب غير مستعد لفهم الواقعيات و … كما يقولون (!).
ونحن أيضاً لانطالب بها.
ولكن الكذب المتعمد والضحك على الذقون؟
الساسة في الدول التي تحترم شعوبها لا تكذب ، على الأغلب، لأن القانون يحرّم ذلك والكذاب يحكم عليه، أو على الأقل يحاسب. ومع ذلك نرى أن الغربيين ومع معرفتهم بالكذب مروا عليه مرور الكرام، فمثلاً في قضية أسلحة الدمار الشامل في العراق قبل اسقاط الصنم تم استجواب الرئيس بوش استجواباً خجولاً، وغفر الله عما سلف للمصلحة العامة التي هي تدمير الدول الاسلامية، والغنية مثلا.
ولكن في الشرق الأوسط، الكذب موقف وطني لايمكن التغاضي عنه (!).
ولو تم كشفه من قبل بعض العناصر المنفلته (حسب تعبيرهم) فالمحكمة العليا تستدعي الكاشف وتنظر في أمره، فان كان محمياً يحكم عليه بالسجن مع كامل الرفاهية …
و ان كان مستقلاً ، فرحم الله الماضين منكم.
أعاذنا الله واياكم من كشف المستور.
2025/04/11