من هو الأطرش؟
اختلف الساسة والاعلاميين المخضرمين في الشرق الاوسط و اوروبا وامريكا في تشخيص الاطرش في قضايا غزة ولبنان وغيرهما؟
هل الدول العربية التي تسعى لقبول الطرح الغربي الداعم لإسرائيل والذي (ربما) سيضم قسم من الاراضي العربية للاحتلال بعد هذه المسرحية في غزة ولبنان؟
او ان الغرب هو الأطرش الذي لم يكد يسمع صرخات النساء والاطفال الابرياء، حيث انه يرى دماء البعض أغلى وأسمى من دماء آخرين؟
فعلى اية حال هناك أطرش وهناك من يكتسب في الحالات الحرجة ليثبت موقعه السياسي (أو الاقتصادي، أو سيشفى غليله التافه) على حساب دماء الابرياء.
نعم اننا لايمكن ان ننسى مايفعله السفهاء منا في اتخاذ (أو تنفيذ) قرارات في اوقات لاتتناسب مع الوضع، أو المخططات الذكية (زماناً أو تكتيكاً أو اسلوباً).
وهل سيقى الكرسي (المنصب) ودماء الابرياء تجري ؟
أو هل سيأتي السلام عبر أمثال تنفيذ هذه أو تلك المخططات؟
وماذا سيفعل الأجيال في المستقبل؟
انا وبكل اعتقادي، لو صرفت هذه المبالغ الضخمة التي صرفت وتصرف في زمن الحرب، لو صرفت لتثقيف الأمم والمصالحة مع الشعوب لكانت النتائج اكثر ايجابية، والمجتمع أكثر أماناً.
لكن، وماذا سيكتسب اصحاب مصانع السلاح ؟
سؤال لم أتمكن من جوابه.
لكن صرخة المظلوم ستبقى، والعاقبة للمتقين.
وفي الختام أقول للظالم: كد كيدك واسع سعيك، والله هو المنتقم عاجلاً أم آجل.
لم انسى الابيات التي قرأها الامام الهادي عليه السلام أمام المتوكل العباسي:
بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ * غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ.
وَ اسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ * وَ اسْكِنُوا حُفَراً يَا بِئْسَمَا نَزَلُوا.
نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ دَفْنِهِمْ * أَيْنَ الْأَسَاوِرُ وَ التِّيجَانُ وَ الْحُلَلُ.
أَيْنَ الْوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ مُنْعِمَةً * مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الْأَسْتَارُ وَ الْكِلَلُ.
فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ * تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ تَقْتَتِلُ.
قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْراً وَ قَدْ شَرِبُوا * وَ أَصْبَحُوا الْيَوْمَ بَعْدَ الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا.
اين القذافي، وصدام حسين؟
اين هتلر، اين عظمة المانيا وروسيا؟