انا والمذكرات
بين الفينة والاخرى يخطر ببالي كتابة المذكرات، وتدوين ما جرى علينا (انا واخي وأحبائي) في سجن توحيد الايرانية وما حصل من مناقشات مع اعداء الامام الشيرازي رحمه الله، وما سمعته من الشخصيات العلمية في مختلف اقطار العالم، و عندها افكر في ايجابياتها او السلبيات.
ويوم امس ارسل لي اخي محمد وابن اخي الحاج حسن ابو صيبع مذكرات المرحوم الخطيب و المؤرخ الشيخ شاكر القرشي النجفي.
واخذت بالفكر وقررت الكتابة وكنت افكر في التسمية، ولكن تذكرت نصيحتين أثرت في حياتي:
الاولى: عندما خرجت من سجن توحيد الايرانية و بعد اتمام المحكومية و انقضاء مدة الحكم الجائر ١٨ شهرا قضيت اكثرها في زنزانة انفرادية لا هواء ولا ضوء شمس و…
قررت مغادرة ايران والاستقرار في لبنان، عندها ذهبت لتوديع المرجع الاعلى السيد محمد الشيرازي رحمه الله.
سألني رحمه الله: ماذا قررت؟
قلت: اسوة ببقية سجناء الرأي قررت كتابة مذكراتي اولاً.
فقال رحمه الله: وهل يخدم المذهب ذلك؟
فكأنما القمني حجراً
النصيحة الثانية: في احدى لقاءاتي مع المرحوم الشيخ حسن الاصفهاني الذي قضى عمره في مرافقة الامام الراحل في زياراته الى الشخصيات العلمية في قم المقدسة.
قلت له: جيد أن تكتب ذكرياتك وما شهدته أو سمعته في زيارات الامام المرجع ….
سكت قليلاً ثم قال: المرجعية الشيرازية والسيد الامام بالذات مستهدف من قبل الحكومات الغربية والاسلامية و عملاؤهم في المنطقة، و هؤلاء مدعومين بالتعصب العمى من قبل ارياش اسفاد (!).
فما تكتبه سيتعارض مع مصالح هذه الجهات، وهؤلاء عندهم القدرة والمال والتعصب الاعمى.
فبكتابة المذكرات ستُدخل المدرسة الشيرازية في مشاكل أقلها الدفاع عما تكتبه من حقائق تاريخية.
فالمدرسة بدل أن تخدم المذهب ستقع في دوامة القيل والقال، وهذا مايريده اعداء السادة حرسهم الله من الشرور والآفات.
ولذلك اكتفي بهذا المقال بعد ان حذفت ما كتبته سابقاً مماكان في موقعي ALZAKERY.COM
واسأل الله للمؤمنين كمال الخير والبركة وأن يدفع عن هذه المدرسة المخلصة واتباعها الشرور والآفات. انه سميع مجيب.