السياحة الدينية ثقافة

تمر علينا هذه الايام الزيارة المليونية، زيارة الاربعين، المواكب أكثر من ٢٥٠٠٠، الزائرين أكثر من كذا مليون، طرقات وشوارع المدن مكتضة بالزوار، المدارس تعطلت لاستقبال الزائر، الطريق من البصرة حتى كربلا مستنير بنور الحسين عليه السلام، الضيافات حدّث ولاحرج، الكرم العراقي فاق التصورات و….

هذا كله، خطوات نحو ثقافة السياحة الدينية أقدم عليها الشعب، سواء مواطناً عراقياً كان أو أُمم جاءت من دول عربية أو اسلامية، فماذا عن الدولة العراقية؟

الدوائر استخدمت الباصات وسيارات الحمل الثقيل لنقل الزوار، الموظفين كأي مواطن عراقي عاشق للحسين عليه السلام بذل جهده لخدمة الزوار، لكن موضوع السياحة الدينية أكثر من سيارة لنقله بالشكل المهين للتخلص من وجوده وخدمات اولية لا ترتقى الى الاوليات.

قبل ايام قرأت في وسائل الاعلام حول مطار كربلاء المقدسة، الذي يتوقع ان يكون أكبر مطار في الشرق الاوسط، والذي ابى المسؤول ان يسميه باسم (الحسين) او (كربلاء) خوفاً من ان يُتهم في المستقبل بالطائفية، او يسجل اسمه في قائمة خدمة المذهب، أو خدام الحسين عليه السلام، فسماه (الفرات الأوسط) خلافاً لكل الأعراف الدولية حيث يُسمون المطار باسم المدينة، او أعظم شخصية منتمية للمدينة أو المساهم في بناء المطار، فكل اسم ممكن إلا (الحسين) أو(كربلاء) عند المسؤول العراقي.

حتى جاءت العتبة الحسينية المقدسة (سلام الله عليها) لتستلم المشروع وتسمية تشرفا (مطار الامام الحسين الدولي) مشكورة على همتها.

فقرأت حول مشروع المطار ان جناب الوزير قرر ان يؤسس التلفريك من المطار الى بين الحرمين (كذبة مثل الصدق لكننا نأمل تطبيقها) مع المسافة البعيدة بين المنطقتين.

فزوار الحسين عليه السلام في كل اسبوع أكثر من مليون في الاوقات العادية، وفي المناسبات يرتفع العدد ليصل الى العشرات من الملايين، لكنهم يفتقدون الى ابسط الخدمات من الحكومة الموقرة، مع ان السياحة الدينية في كل العالم لها الحظ الأوفر في تعيين رصيد رصين و…

فبالاضافة الى الجانب المعنوي لتكريم سيد الشهداء عليه السلام، لو نظرنا الى القضية من منطلق السياحة الدينية لوجدنا انها الحل الأمثل لمشاكل العراق الاقتصادية، لكن وقبل ان نحمل الزائر التكاليف، فالنؤسس الى السياحة الدينية، ولنتعلم من الدول المتقدمة، كيف نهيئ انفسنا لاستقبال الزائر وماذا نقدم من خدمات رفاهية، فالسياحة الدينية ثقافة قبل ان تكون بزنس، وهذا العالم بين أيدينا، لنتعلم منه، لا أن نستغل الزائر. فتأمل

١٧/١١/٢٠١٦

محمد تقي الذاكري

النجف الاشرف

شارك مع: