السيد صادق أكثر استهدافاً؟

بعد انتشار مقالنا السابق (الشيرازية مستهدفة) سألني من يتعاون مع مخابرات دولة غير عربية وقال: في تصورك، هل السيد صادق الشيرازي أكثر استهدافاً؟

حاولت استذكر افكاري وخواطري عن المرحوم الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمه الله وماجرى عليه من عناصر مخابرات دولة اقيمية كانت مستقرة في لبنان آنذاك، والتهم التي وجّهتها اليه، فتذكرت ماكتبه قيادات من الطبقة الثانية والثالثة للثورة شربت عليها الدهر، كتبت بعد ذلك الزمان باكثر من عشرين عام، ورأيت تطابق الكلام مع تقارير السفير الايراني في بيروت والسافاك (جهاز المخابرات الايرانية) آنذاك، وتبيّن ان من كتب من عناصر الثورة اعتمدت على سجلات المخابرات الايرانية في زمن الشاه  وفق ذوق التيار المتطرف من الهيئة الحاكمة، خوفاً على مصالحها، فإنهم خططوا آنذاك لقتل المرحوم السيد موسى الصدر واتفقوا مع المعمر القذافي حتى حدث ماحدث، وكانوا من أكثر الداعمين له أبان الثورة، وكان المرحوم المقدس السيد حسن متورط مع تيارين من تيارات الثورة.

ولايسعني بيان التفاصيل نظراً لأن ايران الدولة والثورة، كلاهما اليوم له موقف معاد للسادة الشيرازية، ارضاءً للحكم بشكل عام، والسادة حفظهم الله يرفضون الخوض في الماضي، لأنهم يعتقدون ان الماضي ما مضى وقته، وليس من حقنا محاكمة الماضي، ولايريدون فتح الجبهات، لأنها لم ولن تُحل المشاكل.

وأكتفي بما استذكره كل من  الحاج علي الخلخالي (وكيل ومدير اعمال السيد الخميني في النجف الاشرف وسوريا)، والسيد رضا الكشميري الملازم للسيد موسى الصدر في لبنان، وغيرهما، بالصوت والصورة. 

ثم استعرضت أفكاري لزمن الامام الراحل السيد محمد الشيرازي، فوجدت اعداءه استغلوا كل الظروف لضربه وقمع محبيه، حتى احرقوا نجله بصب النفط على رقبته وجسمه سعياً للقضاء عليه، إلا أن الظروف الدولية منعتهم من إتمام المهمة، وبقي الشهيد الحي الفقيه السيد مرتضى الشيرازي ليكون علماً من أعلام الاسرة، وشوكاً في عيون الأعداء(!)

أما السيد صادق الشيرازي فهو المستهدف الأكثر (ربما) لأنه الفقيه الذي قلد فقيهاً آخر في الحداثة والنهظة وايقاض الأمة من الجهل والأغلال التي وضعتها الحكومات المعاصرة برقبة الامة الاسلامية.

فعلمه الغزير وتدقيقه في النصوص الدينية (فقهاً وأصولاً) الذي مكنه من احراز مرتبة الأعلمية (لولاضغوط الدولة الاقليمية) واستناجاته من التاريخ يساهم في تطبيق ما أراده رسول الله صلى الله عليه وآله من دين ودولة، وعمل به أمير المؤمنين علي عليه السلام.

القياس بينهم عليهم أفضل الصلاة والسلام مع اي مرجع (كائناً من كان) غلط، إلا أنه لو أجاز لنا الدين القياس، لقلنا ان دور الامام محمد الشيرازي هو دور رسول الله صلى الله عليه وآله في تأسيسه لنهظة عالمية وتجديد الدين الاسلامي بإشراقاته وميزاته، ودور السيد الصادق حفظه الله، هو دور أمير المؤمنين عليه السلام، حيث كان عليه السلام المقلد لرسول الله صلى الله عليه وآله مظافاً الى مرحلة التطبيق في النظريات الفكرية والعمل بكل ما جاء به الامام من حداثة وقيم.

محمد تقي الذاكري

النجف الاشرف

١٤ صفر الخير

شارك مع: