المغرب اولا ؟

في بادرة غير مسبوقة، وخطوة فريدة من نوعها، و في الشرق الاوسط طبعا، قام وزير العدل المغربي بنقل مجموعة من المسافرين العالقين على الطريق السريع بين الدار البيضاء والرباط، وكان ذلك بسبب اضراب الحافلات احتجاجا على قانون السير …. (الشرق الاوسط ١٩ ذي القعدة ٣٣).

بالطبع لايسعنى الا ان نشكر وزير العدل المغربي لانه كان الاول في الدول الاسلامية والعربية

لنقل الناس وبسيارته، ومن باب التواضع السياسي طبعا، وقبل ذلك نشكر سائقي

الحافلات الذين اعلنوا وبشجاعة

 

الاعتراض مهما كان السبب، وقبل ذلك نشكر القانون الذي سمح لهم الاضراب، ونشكر سعة الصدر في البلاط المغربي الذي لم يقمع المضربين بالضرب وباستعمال الهراول و القنابل المسيلة للدموع و… لتفريقهم.

ماهذه المهزلة ياترى ؟

نشكر انسان لانه خدم انسان آخر ؟

ليست مهزلة ان نشكر انسان لخدمته انسانا اخر، انما المهزلة في اننا اذ نشكره لانه بقي كغيره انسانا من دون ان يتغير بالسلطة !

نحن نعيش في غابة اسمها الشرق الاوسط، اذ انه لا القانون يفسح المجال للاعتراض والاضراب، ولا المسؤولين يسع صدورهم ان يسمعوا بمضرب مطالب حقه الدستوري، هذا اذا سمح الدستور بذلك.

فان (الدستور يحدد) كل (ذلك) في الدساتير الشرق اوسطية، وهذا يعني ان المسؤولين هم الدستور، ولادستور في الحقيقة، وحدث ولاحرج ….

كان الامام الشيرازي رحمه الله يقول دائما: أمن العدل ان يضع الله سبحانع وتعالى العقل في دول غربية كافرة ويمنع ذلك في دول اسلامية تؤمن بالله والرسالة والقيامة؟

لاشك ان الله بعدله ولطفه وضع العقل في الجنس البشري ولم يمنعه من شخص لآخر، انما الشيطان الذي دخل اجسامنا وتصرف في محيط العقل، ولا اقول تصرف في عقولنا، لانه الشيء الوحيد الذي بقي غير مستخدم في اجسامنا كشرق اوسطيين، هو العقل.

استخرطنا الامة واستحمرناهم ليبقوا مصفقين لنا كلما تفضلنا عليهم بابسط حق من حقوقهم في الحياة !!!

أليس الصبح بقريب ؟

ونختم كلامنا بان يكون الامل في ان المغرب تكون هي الاولى في تطبيق ادنى حقوق المواطنة في الشرق الاوسط، ويتبعهم الاخرون ان ابقى الربيع العربي لهم المجال في البقاء على العرش، وماربك بظلام للعبيد.

شارك مع: