الاثار الوضعية للاسماء المقدسة

كثرت التسميات بالاسماء المقدسة بعد الانتفاضة الشعبانية المقدسة في العراق كماحصل في ايران بعد نجاح الثورة، واخذ الآباء يسمون ابناءهم باسامي جميلة، براقة احيانا، ومقدسة على الاغلب.

وهذا ناتج عن الاخلاص الديني والتأثر بالوضع السياسي او الاجتماعي، كما حصل بعد استلام صدام حسين السلطة في العراق حيث كثرت اسماء صدام وعدي وقصي و… فالمتدين اسمى اولاده باسم الاسلام و… وفي ايران روح الله و… وغيره استخدم اسماء قال انها اكثر تميزا في العروبة واظهارها و…

لاشك ان للاسماء آثار وضعية -سلبا وايجابا- لان لكل شيء اثر ولاننسى القوانين الطبيعية التي وضعها الله سبحانه وتعالى وهو مسبب الاسباب.

وفي النصوص المقدسة تأكيد على تسمية المولود في الاسبوع الاول بمحمد، تبركا باسم رسول الله صلى الله عليه واله، وباسم علي عليه السلام لتثبيت (او لحصول) الحمل وفي كتاب: آثار وبركات امير المؤمنين علي عليه السلام في الدنيا روايات صحية سندا ودلالة على ان البيت الذي فيه اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لايدخله الفقر والامراض المستعصية و…

وفي بعض المصادر: من اكل لقمة وقال (قبل الاكل): لو ضررتني فخصمك علي ابن ابي طالب عليه السلام، لم يصبه اذى…

وكل النصوص تؤكد على الاثر الوضعي العظيم لهذه الاسماء المقدسة التي جعلها الله بركة وحجة على العباد حيث وضع اجسامهم في اجسامنا وانفسهم في نفوسنا وارواحهم في ارواحنا و…. كما في زيارة الجامعة.

 

الا انه بالنسبة للاسماء التي ترمز الى المقدسات كالاسلام مثلا، لم ارى نصا يؤكد استحبابه الا انني اعتقد، كما ان للاسماء كلها (جميلة او قبيحة) وللارقام ايضا آثار وضعية جعلها الله سبحانه وتعالى، عرفنا او لم نعرف، استوعبنا او لم نستوعب، ادركنا الآثار او لم ندرك، سواء، لان الله لم يخلق عبثا ولم يستأذن من احد، انما يضع القوانين ويدعو الانسان الى طاعته ليعلمه من قدراته وعلومه، فان العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء، كما في الحديث الشريف.

وفي الحديث القدسي بطرق واسانيد مختلفة متحدة في المعنى: عبدي اطعني تكن مثلي اقول لكل شيء كن فيكون، تقول لكل شيء كن فيكون.

وقد ثبت في العلم الحديث ايضا الآثار الوضعية للاصوات والكلمات والاحرف تكتبها او تقرأها على الماء ويؤثر في الشكل الذي ينقش على الماء لمن تمكن من رؤية ذلك، مما يؤيد كلامنا…

لكن هناك امرمهم قد لايلتفت اليه كل شخص وان كان يعتقد بحصوله في الجملة، وهو الاثر الوضعي للشيطان!!

نعم، الشيطان يهتم بمثل هذه التسميات ويترصدها ليدس السم الخفي في هذا الطبق اللذيذ والجميل التي زينّاها بهذه الاسماء الجميلة.

فمثلا:

لوكتبنا اسما مباركا على متجر واشترى شخص بضاعة من هذا المتجر الا ان البضاعة التي استلمها كانت مغشوشة، فماذا تتصور ان يقول المشتري؟

لو القي القبض على بريء وسجن في سجن اسمه توحيد الايرانية بوسط طهران العاصمة، وتم تعذيبه باقسى درجة، وكام المعذب يسم بالله اثناء التعذيب، فما سيحصل في ذهن هذا الانسان البريء؟

لو اشترى شخص سيارة من شخص اسمه مقدس، وحلف البايع بالمقدسات عاى ان هذه السيارة بيها خبزة والبركة، وبعد ذلك عرف الخداع ورأى في مكان ما من السيارة قطة خبزة يابسة و ورقة مكتوب عليها البركة، فهل ياترى ماذا سيحصل؟

وقس على ذلك فعلل وتفعلل.

فالشيطان لايذهب الى الفاسق الشارب للخمر ليشكك في ذهنه عن نسبة الكهول الموجودة في هذا الاناء، انما يذهب للمؤمن المصلي ليشكك في وضوئه بعد اتمام الصلاة او في اثنائها، وبهذه الطريقة يمتحن الانسان ليهيد الصلاة او لايعتني بالشك لكثرة وقوعه في الآونة الاخيرة عند الاغلب من الناس.

فالشيطان واعوانه – الجهل، السلطة، المال، الجاه و…- تراه موجودا عند اصحاب الاسماء الجميلة ليفسد اعتقاد الناس بهذه الاسماء، وهذا امتحان اخر للجميع في عصرنا هذا.

ولذلك يجب علينا الالتفات الى هذه النقطة المهمة، لكي لانكون السبب في استنفار الناس من هذه الاسماء او الذوات المقدسة، وبعملنا الذي كنا -ولازال في اعتقادنا- التقرب الى الله سبحانه وتعالى وللعترة الطاهرة سلام الله عليهم اجمعين، نتسبب في النفور والابتعاد، وبالنتيجة يكون عملنا سبب في استعمال الناس لاسماء غير مقدسة خوفا من الفتنة او…. وهذا ايضا فخ شيطاني، فالشيطان يستغل كل كلمة ولحظة وخطوة ليبعدنا عن الكمال ويقذبنا الى الجهل والعصيان و…

فتصرفات حامل هذا الاسم المبارك مع زوجته واخوته واقربائه وعموم الناس يجب تكون وفق الاسلام، الدين السمح المعطاء، وليس حسب الجمود الفكري والانغلاق الاجتماعي اوالتقطير في العطاء وما الى ذلك، لان الاسلام دين سمح يقبل العذر ويتجاوز عن الخطيئة ويتسامح والى ابعد الدرجات.

وفي القران الكريم، يقول الله تبارك وتعالى لرسوله، بعد ان اولاه شؤون الخلق، واعطاه الولاية العظمى يقول له: لست عليهم بمسيطر! وما انت عليهم بسلطان و …

هذا لان الناس بشكل عام لاينصاعون كما تنصاع الاغنام، ويعتريهم الشيطان من بين ايديهم ومن خلفهم ومن شمالهم ويمينهم، واذا اردت ان تقيدهم بالقوانين الصارمة البعيدة عن الاخلاق الشرعي ولاتتجاوز عن خطيئاتهم وتكاهلهم في مختلف شؤون الحياة (لانفضوا من حولك) !!

وانت الذي تحمل هذا الاسم المبارك، او ان عملك يقول انه من المفترض ان تكون كذلك،  فيجب ان تتحلى بتلك الصفات و وتعكس تلك الرؤى، او انه تتصرف بطريقة لائقة وتغيّر اسمك وتحتفل بدعوة الاصدقاء والاحبة وتعلن عن تقديس هذا الاسم المبارك وعدم قدرتك على اداء تلك المهمة التي وقعت على عاتقك منذ الولادة….

فانت كنت آنذاك كل الأمل لوالدك في تحمل هذا الاسم العظيم، وكان يفتخر بذلك أمام كل سائل عن اسم المولود، وكما يفتخر كل والد رزقه الله ولدا ويعتقد ان هذا الولد سيكون له العون في الشدائد وكبر العمر، فكذلك التسمية.

شارك مع: