وانزعج الامير

السلطات السعودية، ومن الرياض بالذات، اتهمت احد رجال الدين بانه (تالب ضد ولاية الامر) وصدرالحكم في حقه بالسجن والمنع من بعض اوليات حقوقه المدنية، ناهيك عن الحقوق الشرعية التي كانت السلطات السعودية ولازالت مانعته من جميع الشيعة في المنطقة الا ما(او) من خرج !!!!

وانا اقرأ الخبر تذكرت بعض ماكان الامام رحمه الله يذكرنا دايما ويقول: الحاكم المستبد لايفهم الا منطق القوة، وكان يعني ان الشيعه في العالم يجب ان يتسلحوا بسلاح (القانون والعلاقات) وكان يصر دايما لتحقق هذا الامر.

ثم اخذت بمتابعة الاتهامات التي صدرت بحق معارضين في دول شرق اوسطية تحكمها معالم دينية كايران والسعودية، وتاملت في الاحكام الصادرة في دول مثل تركيا والباكستان مثلا، وكانت النتيجة ان تمسك الدول بشعار الدين ساعدها في الغاء دور المعارض، بل واكثر من ذلك، الغاؤه من الوجود بحجة انه عارض ولي الامر، ومعارضة ولي الامر يعني الخروج النسبي من الدين ولو لفترة مؤقته، لننظر هل تاب واعتذر وجدد البيعة ام لا.

بينما كان امير المؤمنين علي عليه السلام وهو اول الخلفاء عند ايران، وثالثهم عند السعودية، كان يسمح للمعارضة ان تتكلم ومن خلال فضائية رسمية ومن دون محاسبة منه كامام او خليفة.

فالاشعث بن قيس الكندي بنا ماذنة امام جامع الكوفة ليعارض الامام في جميع القضايا السياسية، والخوارج عارضوا الامام في قضايا مختلفة، حتى انهم شقوا البطون واخرجوا الطفل الموالي من بطن امه وذبحوه على الوجه الشرعي بعد ان قتلوا امه لانها حملت به ولو لفترة زمنية قصيرة.

وفي حكم نهج البلاغة، ان عليا واصحابه جالسين الى تمار يبيع التمر، وفي السوق الذي كان بمثابة فضائية بشكل اخر وتنتشر الاخبار عبره الى العالم الاسلامي، فمرت امراة ذات مفاتن ورمق القوم بابصارهم نحوها، والقصة معروفة.

فقال لهم علي عليه السلام اذا اعجبتكم فادخلوا على نسائكم، فانها امرأة كامرأة.

فقال احد الخوارج: كافر ما افقهه!!

فقام اصحاب علي ليقتلوه، فقال لهم عليه السلام: مه، سب بسب او عفو عن ذنب، واني قد عفوت عنه.

فلا ايران مثلا، تطبق كلامه عليه السلام باعتباره امير المؤمنين وسيد الوصيين، ولا السعودية تاخذ بكلامه كما تاخذ بكلام خلفاء اخرين كانوا المصدر لنشر الارهاب الفكري والعملي ولازال.

وفي زيارة الى امير المدينة المنورة وفي قصة جمعته وبعض علماء الشيعة، قال بعض رجال الدين الشيعه وكان شابا انذاك، مخاطبا رجل دين شيعي وبحضور الامير: اسمح لي ياشيخ … ليوضح الموضوع باعتبار ان هذا العالم كان اكبر الحضور سنا، وانزعج الامير وزعل وقال: تستاذن الشيخ ! وترك الاجتماع وخرج تاركا وراءه قضية تهم الشيعة كمذهب والسعودية كمملكة.

وهكذا حال كل امير في بلداننا الشرق اوسطية، فالتعرض للذات الاميري، او التالب ضد ولي الامر، او مخالفته باي طريقة اخرى.

هب لي انك صادق في دعواك، و ان مخالفتك لاتجوز شرعا، اعطينا البديل، كيف يمكن للمواطن ان يخاطبك انت بالذات ليعترض عليك؟

اذا بعث لك برسالة بعثت الجلاوزة ليعتقلوه ويزجوا به في السجن، واذا رفض عطيتك الدنيوية لانها كانت قليلة في حقه، ايضا اعتقتلته وزجيت به في سجن توحيد، كما حصل مع الشيخ دوست دار تبريزي عام ١٩٩٥ م، واذا تقدم بمقترحات في جامعة او مسجد او عبر جريدة رسمية او فضائية وما الى ذلك من وسائل لايصال الصوت اليك، فكانت النتيجة اغلاق الصحية او الفضائية وعبر المحاكم وهكذا…

فاعطينا البديل، فوالله لانريد السلطة والملك، ولانريد الاساءة اليك، ولا لمقامك السامي، انما اردنا الاصلاح ما استطعنا، فاعطنا البديل لو سمحت.

شارك مع: