للمشكلة حلول

ذات يوم استلمت رسالة عبر الواتس اب وفيها كلمة مكررة ثلاث مرات وهي (احبچ والله احبچ والله احبچ).

استغربت من الرساله وانه لماذا ارسلت الى خط الاستفتاء ؟

وبما ان خطنا هذا والجهاز ليس فيه الا ارقام، والمشتركين الاعزاء لعلهم لايرغبون بذكرالاسماء حين الاشتراك، وهذا هو الصحيح ايضا، فكان من الصعب فهم الرسالة والسبب في ارسالها الى هذا الخط.

فتركت الموضوع حتى ومن باب الصدفة اتصل بي صاحب الرسالة عبر الهاتف ليسأل مسألة شرعية، وبعد الجواب فتحت باب المزاح وسألته عن تلك الرسالة.

استغرب كثيرا وغرق في التفكير وحار في الجواب، فطمأنته بان رجل الدين حكمه حكم الطبيب، يحمل اسرار المريض ويعالج الموضوع اذا لزم الامر، وقلت له: انا بالاضافة الى كوني رجل دين ومسؤل استفتاء، انا دكتور في علم النفس ايضا.

ففاتحني قائلا: عندي مشاكل و من جديد تمتعت بامرأة ، اراسلها على الأغلب ولايعلم بالموضوع احد والرسالة جاءتكم بالغلط.

وكان جوابه صحيح قطعا. وانتهت القضية.

وفي الآونة الاخيرة استلمت رسائل من سيدات محترمات تشكو من بعض الاعلام و تسجيل مرئي في الموضوع نفسه، وان هذا الموضوع خرب بيوتنا واوقع خلافات في الازواج و…

فتأملت في الموضوع واتصور ان المشكلة ممكن تصورها ضمن بعض النقاط:

١- هناك ارضية خايسة ومشاكل داخل الاسرة يتجنب الكثير من الازواج الكلام فيها، وهي ان كثير من الرجال والنساء لم يتمكنوا من حل لغز الجنس المشروع، او لم يصلوا الى الذروة المطلوبة، وتبقى القضية مغطاة حتى يرى البعض مجالا للتنفس، وعندما رأى ابتسامة من احداهن قفز الى سطح المتعة ليرضي نفسه وغريزته التي لم تشبع في الكيان الزوجي من حيث الكم او الكيف، تاركا وراءه النصف الاخر من وجوده يتلضى عطشا.

٢- قسم من الناس يرى الكلام في الموضوع عيب او حرام ويترك المشكلة تتفاقم من دون ان يعلم ان الله سبحانه جعلها حاجة ملحة في البشر الا انه وضع الحلول ايضا ليتمكن المرء من اسعاد النصف الاخر من حياته الاسرية والوصول الى المراتب العالية في الجنة من خلال هذا الامر الطبيعي واللذة المشروعة.

ورسول الله صلى الله عليه واله، فاتح عليا عليه السلام بالموضوع مع انه صهره، وليس من المتعارف ان والد الزوجة يتكلم مع صهره زوج ابنته في مثل هذه القضايا.

وفي الموضوع حديث طويل من رسول الله (ص) في العشرة مع الزوجة وآداب الجماع والاوقات المفضلة وآثارها و….

فترك المشكلة تتفاقم لايصلح الفاسد ولا بد من ايجاد حلول، لان الغريزة حاجة عضوية لابد من ان تشبع، فهي كالجوع والعطش، فلابد للانسان من سد الجوع بالاكل وان يروي العطش بالماء.

٣- وهناك تجري بالقول من بعض الرجال في التصريج امام الزوجات في حقهم في التعدد في الزواج او المتعة، بما يجرح مشاعرهن، ويتصور انه امر ديني وعلى المرأة القبول بهذا الواقع،  وان المرأة التي لاتقبل لزوجها ان يتمتع فهي غير متدينة و تخالف شرع الله في هذا الامر.

لكن واقع الامر ان هكذا تصريح من الزوج يحطم كيان الاسرة و مذموم في الشريعة، وعلى الرجل ان يظهر حبه لزوجتة، وعلى الدوام، لتسكن اليه، وتشعر بالاطمينان الى جانبه، فهي فلذة كبده وام اولاده، واساس الكيان الزوجي، وهي التي تتحمل العبئ الاكبر في اسعاد الزوج والاواد والاسرة، ولايجوز التلاعب بمشاعرها مهما بلغ الأمر، فهي الريحانة التي يجب ان لاترى القسوة والعنف من زوجها حيث انها لاتتوقع منه الا الحب والحنان، ليلا ونهارا ومن دون انقطاع حتى اثناء الدورة الشهرية.

مضافا الى انه ليس من حق الفاشل مع زوجته ان يعدد او يتمتع، وعدم الاشباع فشل ذريع، وعلى الرجل امتلاك العدالة في التعدد و الرجولة في التمتع، ولايجوز رمي الزوجة بالتقصير.

ومن لايتمكن من العدالة لايجوز له التعدد في الازواج، وفي التعبير القراني: وان خفتم … فواحدة…

٤- كما انه على الزوجة ايضا يجب ان تشبع زوجها بكل مالذ و طاب، من اكل وشرب و….  وان لاتسمح لعين الزوج الطامع والطامح ان يرى من غيرها مايشبعه، فان الجوع والعطش والجنس (بشكل عام) غرائز عضوية يجب اشباعها.

ولان الغريزة لاتفهم الزمان والمكان والاشكال، والشيطان بالمرصاد للمؤمن، فلابد من اطاعة الله في الزوج والزوجة، ولابد من وضع الحلول قبل ان يميل القلب الى مالايحمد عقباه.

وهنا لابد ان نلتفت الى قانون العرض والطلب، فكلما تحتاج الزوجة، يجب على الزوج اشباعها، وكذلك العكس.

٥- تبقى مشكلة اشباع المرأة، فيجب على الزوج مراعاة شعورها وحقها في الفراش، و ان يعطيها المجال الواسع والوقت الكافي للوصول الى الذروة.

وبحسب التتبع فان اغلب النساء في الشرق الاوسط يعانين من عدم التلذذ والاشباع، وهذا الامر، ان كان واقع،  فهو خطير جدا، وتقع المسؤولية على الرجل، ويجب عليه بذل الجهد لحل المشكلة، وهذا الوجوب شرعي وليس اخلاقي، لانه اتلاف لحق الناس ولايجوز ذلك.

فكما ان المرء لو لم يتمكن من اشباع بطنه في البيت، سوف يذهب الى المطعم، ويرى في المطعم مالايراه في البيت من حيث التنوع والشكل، فكذلك الامر بالنسبة الى سائر الاشياء.

وفي المروي عن الرضا عليه السلام في صفاة المرأة الصالحة: ان تكون طيبة الريح طيبة الطبيخ.

وهذان الامران من أهم مايحتاجه الرجل ويتوقعه من زوجته، وهما مفتاح قلب الرجل وعقله.

و اتصور انه على الجميع ان يتثقفوا بثقافة الاسلام في هذا المجال، وهناك نصوص كثيرة في العشرة الزوجية ومتطلباتها مذكورة في ابواب النكاح، وهناك حلول كثيرة لمشاكل النعوض والبرود الجنسي موجودة في كتب الاطعمة والاشربة مما قد لايحتاج الرجل الى صرف المبالغ الطائلة للفياغرا، الا نادرا.

واخيرا وليس آخرا، الاسلام ينظر الى العلاقة الزوجية الناجحة والفراش الدافيئ  بانه طاعة لله واجر عظيم وثواب لايمكن احصاؤه.

محمد تقي الذاكري

شارك مع: