تمر علينا هذه الايام الزيارة المليونية، زيارة الاربعين، المواكب أكثر من ٢٥٠٠٠، الزائرين أكثر من كذا مليون، طرقات وشوارع المدن مكتضة بالزوار، المدارس تعطلت لاستقبال الزائر، الطريق من البصرة حتى كربلا مستنير بنور الحسين عليه السلام، الضيافات حدّث ولاحرج، الكرم العراقي فاق التصورات و….

هذا كله، خطوات نحو ثقافة السياحة الدينية أقدم عليها الشعب، سواء مواطناً عراقياً كان أو أُمم جاءت من دول عربية أو اسلامية، فماذا عن الدولة العراقية؟

الشيرازية اسم لجمع غفير من المؤمنين لهم حضور ناشط في كل بلدان العالم (تقريباً) اعتمدوا المدرسة الشيرازية كنهج فكري يتبع احد أكبر وأشهر مرجع تقليد عرفه المجتمع الاسلامي في القرون الاخيرة، هو الامام السيد محمد الشيرازي الذي توفي اواخر عام ٢٠٠١ في ظروف غامضة في ايران.

الشيرازية مرجعية عربية أصيلة تنتمي الى اسرة علمية عريقة برز فيها مراجع عظام تركوا بصمات لا تُنسى في المجتمع الاسلامي كالميرزا محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين في العراق، والميرزا محمد حسن الشيرازي صاحب ثورة التنباك، وكلاهما سببا طرد الاستعمار البريطاني من العراق وايران .

بعد انتشار مقالنا السابق (الشيرازية مستهدفة) سألني من يتعاون مع مخابرات دولة غير عربية وقال: في تصورك، هل السيد صادق الشيرازي أكثر استهدافاً؟

حاولت استذكر افكاري وخواطري عن المرحوم الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمه الله وماجرى عليه من عناصر مخابرات دولة اقيمية كانت مستقرة في لبنان آنذاك، والتهم التي وجّهتها اليه، فتذكرت ماكتبه قيادات من الطبقة الثانية والثالثة للثورة شربت عليها الدهر، كتبت بعد ذلك الزمان باكثر من عشرين عام، ورأيت تطابق الكلام مع تقارير السفير الايراني في بيروت والسافاك (جهاز المخابرات الايرانية) آنذاك، وتبيّن ان من كتب من عناصر الثورة اعتمدت على سجلات المخابرات الايرانية في زمن الشاه  وفق ذوق التيار المتطرف من الهيئة الحاكمة، خوفاً على مصالحها، فإنهم خططوا آنذاك لقتل المرحوم السيد موسى الصدر واتفقوا مع المعمر القذافي حتى حدث ماحدث، وكانوا من أكثر الداعمين له أبان الثورة، وكان المرحوم المقدس السيد حسن متورط مع تيارين من تيارات الثورة.

اعتادت الشعوب في بلدان الشرق الاوسط على دائرة اسمها (مكافحة)، ولكن كما نجد في الأطعمة، هناك نكهات مختلفة، منها(الاديان) و(النشاط الديني) و(الارهاب) و(الاخلال بالأمن) و…. 

بينما في دول الغرب نرى امثال تلك الدوائر بشكل آخر مثل (الأمن الوطني) و… والفارق هو، ان الشعب يحب ويتعاون مع الثاني، لكنه يهاب الاول.

فقط من هذا مجلسهم في البصرة يطلع ٤ نواب للبرلمان، اشبيهم الشيرازية؟
كلمة اطلقها مسؤول ايراني رفيع ارتبط اسمه بالملف العراقي برمته عندما شاهد مجالس محرم الحرام في البصرة والتي كان الخطيب المفوه السيد باقر الفالي لامعا فيها، من دون ان يعلم ان الشيرازية كمرجعية لاترى الوضع مناسباً للخوض في العملية السياسية في العراق.