يا بيروت، ستنسين كما نسيتي من قبل(!)

حدث انفجار عظيم في مرفأ بيروت قال بعضهم: انفجار يصم الآذان…

هذه ليست الأولى، وربما لم تكن هي الاخيرة، على ما يبدو، فبيروت شهدت الالاف من الانفجارات التى اودت بحياة ابرياء كثيرين نُسُو، حتى ان التاريخ ايضاً نسي ان يسجل اسماءهم، والاسماء المسجلة ايضاً ذهبت ادراج الرياح بسبب قضايا سياسية (ومصالح ) لايمكن ان تنتهي بحسب الضواهر!

قالوا: مخزن مفرقعات موجود منذ 2014 اصابه رطوبة، او انفجار شاحنة بالقرب من المخزن، او تسريب (نقلا عن انتربرايز دي  سي) لأحد قادة البنتاغون من الذين استمع ترامب إليهم يقول : منذ فترة نقل إلينا أحد أجهزة الأمن اللبنانية عن المواد المتفجرة والمخزنة في المرفأ وكانت الخطة تقتضي القيام بعمل أمني لتفجيرها، وكنا على يقين ان الكمية الموجودة سوف تدمر بيروت وسوف يطال التفجير الضاحية الجنوبية .. ولكن للأسف أن ثلاثة أرباع الانفجار كانت من جهة البحر ولذلك فشلت الخطة ، وكنا قد أرسلنا إلى السفارة التعليمات لأخذ الاحتياطات اللازمة يعلق الصحافي الذي سرب الخبر . انتهى

و ما تداولته وسائل إعلام رواية عن مصدر شحنة نترات الأمونيوم التي تسبب في الكارثة بمرفأ لبنان، وفي الانفجار الرهيب الذي وصل صداه إلى جزيرة قبرص.

ورجحت وسائل الاعلام هذه الرواية  و أن تكون شحنة نترات الأمونيوم وصلت إلى مستودعات مرفأ بيروت على متن سفينة تدعى “Rhosus” كانت تحمل علم مولدافا وعلى متنها 2750 طنا من نترات الأمونيوم

وتفيد بأن السفينة “Rhosus” انطلقت في 23 سبتمبر 2013 من ميناء باتومي في جورجيا متوجهة بالشحنة إلى موزمبيق، وعرّجت على مرفأ بيروت، حيث خضعت لفحص فني من قبل سلطات المرفأ، وقيل إن الخبراء اكتشفوا عيوبا كبيرة بالسفينة وقرروا منعها من مواصلة رحلتها…

ولم يتسن حل مشكلة السفينة بعد أن فشلت جميع محاولات الاتصال بمالكها.

علاوة على هذه المشكلة، وعدم تزويد السفينة بالإمدادات أو المؤن، تحول الوضع على متنها إلى “قضية إنسانية”، قيل وفق تقارير، إن الجهود الدبلوماسية ذاتها فشلت في حلها…

وتواصل صمت مالك السفينة، وتُركت مسؤولية الشحنة شديدة الانفجار على عاتق السلطات في مرفأ بيروت، ويرجح أن تكون إشكاليات قانونية قد حالت دون بيع شحنة نترات الأمونيوم في المزاد العلني، باعتبارها السبيل الوحيد للتخلص من تبعاتها الخطرة.

وهكذا، جرى وفق هذه الرواية، نقل أطنان هذه المادة القابلة للانفجار، في وقت ما بين يوليو 2014 وأكتوبر 2015 إلى مستودع بمرفأ بيروت، وبقيت هناك إلى أن وقع المحظور.

وهناك معلومات و تفاسير اخرى لايعلم مدى صحتها الا الله سبحانه وتعالى.

وعلى أية حال، فاعلان حالة الطواريء، أو الحداد الوطني و… التسميات ليست مهمة ، المهم ان الجاني بشكل عام، سواء كان عامداً او ساهياً، لم ولن يُسلم الى العدالة، والقضية ستغلق ضد مجهول.

هذه من ميزات لبنان الطوائف.

في بيروت بالذات هناك قابلية تفسح المجال للقاتل و بعد فترة قصيرة من السجن (النهاري، وفي الليل ينام عند أهله) يصبح وزيراً بامتياز كما حصل في موضوع صبرى وشاتيلا وغيرها، و كما حصل في مقتل العشرات من المسؤولين من اديان متعددة و بأساليب مختلفة، فالقاتل يشمله قانون المصالحة وليس العفو، يعني انه لم يعترف بالجريمة، لكن الملف يُغلق بالمصالحة السياسية.

فكلما نتأسف لحادثة ما، ننسى الموضوع ببوسة الخد والعفو عما سلف، والله ارحم الراحمين.

لكن الشعب اللبناني، من يكون في عونه؟

لقمة العيش الواحدة، اصبحت تُكلف المواطن باكثر من ١٠٠$، واللبناني الذي كان يعيش بعزته المعروفة، أصبحت عزته في نفسه مشكوك فيها.

لبنان، وبعد ان كان يُعد عروس الشرق الأوسط، أصبح وبفضل الحريات منطقة يتصارع فيها الجميع مستغلين الحرية والتعددية، ولذلك يجب على لبنان ان يتقبل الجميع مع مشاكلهم وطموحهم في الاستغلال والتوسعة.

الانفجار الاول كان مقدمة لانفجار اعظم هز كل بيروت، حتى الجنوب اللبناني وقبرص في الجهة الاخرى من البحر سمع صوته، وبقي السؤال عن السبب، هل هو مواد قابل للاشتعال، او سيارة ملغومة بالقرب من المستودع، أو صاروخ قذفته طائرة مجهولة، أو …. كان السبب في الكارثة؟

أياً كان، فالشركة مملوكة لغير لبناني، والمواد جيء بها الى مرفأ بيروت و… ولكنها بقيت متروكة في مستودع الحكومة منذ سنة 2014 ولم يتابعها أحد، ولا الدولة تتابع حتى حصل ماحصل.

وهنا تكمن بعض الاسئلة:
القسم الأول:
نتانياهو وفي عام 2018 أشار الى هذا المستودع في خطابه في الأمم المتحدة معتبرا أنها مخزن أسلحة لحزب الله، فماهو التحليل؟
هل الشحنة انفجرت جراء تلحيم الباب الحديدي للمستودع، حقا، أم أنها انفجرت جراء صاروخ اسرائيلي؟
ماهو رأي المحللين الدوليين من لون الدخان المتصاعد من الانفجار؟
القسم الثاني:
هل البضاعة كانت مرسلة الى موزامبيق حقا؟
الشركة المرسلة، اسلتلمت ثمن الشحنة؟
مالك السفينة، لماذا لم يتابع الموضوع ؟
من هو اللبناني الذي دخل على الخط في مرفأ بيروت؟
لجنة التحقيق، هل ستناقش تفاصيل الشحنة والسفينة و وجودها في مرفأ بيروت، و..، أم أنها ستكتفي بالبحث عن مسوولي الاهمال في المرفأ؟
القسم الثالث:
فمن هو المسؤول:
صاحب البضاعة؟
الشركة المستوردة؟
الجهة التي أمسكت بها؟
الجهة التي حاولت ان يتناساها الجميع حتى يتم التخلص منها أو ادخالها خلسة، كما في اغلب الموارد في مثل لبنان والعراق وربما دول شرق اوسطية اخرى؟
أو الحكومة التى لاتملك السيطرة على الوضع الأمني والاقتصادي و…؟
القسم الرابع:
هل هناك شركة تأمين متعاقدة مع الميناء؟
هل البضاعة أو السفينة، كانت مؤمنة عند ما تم شحنها؟
وهل اطلع المسؤولون على تفاصيل تأمين الباخرة والبضاعة؟
القسم الخامس:
العشرات من الاسئلة التي على المتخصصين طرحا على لجنة التحقيق في الحادث.
المهم ان المجتمع تعلم على النسيان او التناسي!
والارواح البريئة بقرش واحد.
فبيروت الحبيبة أسيرة أطماع دول واحزاب لايهمها سلامة الناس، ولا انسانية الانسان، انما المصالح الشخصية و السياسية و…. تعلو ولايُعلى عليها، مع الأسف.
محمد تقي الذاكري
واشنطن العاصمة- الولايات المتحدة
٢٠٢٠/٨/٤

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: