و انتصرت العقيدة

منذ بداية جائحة كورونا بدأ الصراع بين العلمانية والدين (في الشرق الاوسط بالذات) في اغلاق مراكز  ودور العبادة تحت غطاء الصحة العالمية.

العلمانية فشلت في اغلاق مراكز العبادة في الدول الغربية بشكل عام، الا ما خرج بالدليل، فان ترامپ المجنون ومن في فلكه قال ان مراكز العبادة هي التي تنقذ البشرية من البلاء والوباء، وعلى الناس ان يلجأوا اليها للدعاء والابتهال… ولذلك لم يغلقوا مسجداً واحداً، بعد التتبع .

لكنها نجحت في الشرق الاوسط في منع اقامة صلوات الجماعة في المساجد حتى مسجد الكوفة، و كذلك العتبات برمتها بحجة الخوف من انتشار الوباء، وكان نجاحها عبر  تهديد الجانب الديني بتحميله عواقب انتشار الوباء وتشويه سمعته اذا لم يوافق على التعطيل.

فالجانب الديني الذي قال خلال ١٤٠٠ سنة ان المساجد ودور العبادة هي المنقذ، وان الائمة عليهم السلام هم مراكز الشفاء من كل داء، رضخ للعلمانية حتى لايُتهم بالرجعية و…

حتى في ايران، العلمانية نجحت في رفع سعر التذاكر الى العتبات المقدسة في الوقت الذي أصبحت تركيا وحزيرة كيش الايرانية مرتعاً للفساء الخلقي والتبرج، وسعر تذاكرها ارخص من تذكرة العتبات المقدسة بكثير.

فالعلمانية اغلقت مراكز العبادة و العتبات المقدسة في ايران والسعودية و بعض مدن العراق ولكنها فشلت في اغلاق حرم امير المؤمنين والعتبتين الحسينية والعباسية (على ساكنيها التحية والسلام) ومراسم عاشوراء والاربعين والزيارة الشعبانية وغيرها من التجمعات العقائدية، ومن دون اصابات، والحمد لله رب العالمين.

فالمتدين نسي (أو اُجبر على تغاضي) النصوص المقدسة التي تعتبر ان أهل البيت عليهم السلام أمان لأهل الارض و أن المساجد ودور العبادة أمان في زمن الكوارث من الابتلاءات والوباء … ورضخوا  لمن لايعتقد بالجوانب المعنوية.

وكانت النتيجة ان المراقد المقدسة والانفاس القدسية التي تشمل المناسبات المليونية غلبت العلمانية وأثبتت ان الوباء والبلاء أضعف من ان نتصوره في مواجهة الجانب المعنوي.

١٩ شعبان ١٤٤٢

شارك مع: