هل الخوف من البعثيين فقط ؟

لاشك ان للمواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك والتويترفضل في الصحوة الشعبية في مختلف بلدان الشرق الاوسط الذي ادى الى اسقاط رؤساء أو حكومات في مصر وتونس وعن قريب ليبيا ولعل اليمن والبحرين والمسقط ايضا، وآخرون واقفون في الطابور ينتظر بعضهم البعض الآخر. وفي المثل: من حلقت لحية جار له فاليسكب الماء على لحيته.

كما وأوقع الخوف في قلوب دول وحكومات اخرى تتصور ان الدور لايصل اليهم، ومع ذلك اصدرت بعض هذه الدول أوامرها بتوظيف المتعاقدين وقررت بعضها بناء 50 الف مسكن للمواطنين، بعد ما صادرت مدينة بن زايد التي بنيت لأجلهم وأسكنت المتجنسين الجدد الذين جيء بهم لايجاد توازن طائفي، وجنست البعض الآخرالبدون الذين نادو باعلى أصواتهم مطالبين الدولة بالمساواة ولكن من دون جدوى، حتى سمع الحكام صوت شعوب دول الجوار ومن ثم كان التسارع من شدة الخوف (وبتسميات وحجج مختلفة، والعاقل تكفيه الاشارة) الى صرف المساعدات المالية والتموينية وتوظيف المتعاقدين و… وفي المثل: مصائب قوم عند قوم فوائد.

ومن الدول التي تحرك فيها الشارع مطالبا حقوقه الاولية للعيش بنسبة 1% من الكرامة، كان العراق، ففي الشمال الأكراد واجهوا المتظاهرين، وفي بعض المحافظات وبغداد، أمرت الدولة المركزية بالتصدي المسلح للمتظاهرين من جهة، وأمرت بصرف بعض المواد التموينية للمواطن كوسيلة لاشباع البطون الجائعة من عدم تمافوء الفرص والفاصل المهول بين الرواتب، من جهة اخرى.

ولاشك انه سقط بعض القتلى وكثير من الجرحى في مختلف مدن العراق، وفي المقابل شكلت الحكومة لجنة لمعرفة تفاصيل الحادث ومحاكمة المقصر، ان وجد طبعا.

ومن المفارقات اللطيفة في العراق هو الضغط على المرجعية الشيعية من قبل الدولة المركزية ورؤساء المحافظات، وايران حسب تعبير العلمانيين العراقيين، لتضخيم الصورة والخطر واصدار بيان يمنع من خلاله التظاهربعد أن أقرلهم سماحته في بيان مستقل قل نظيره، بان التظاهر حق مشروع للمطالبة بالحقوق والاصلاحات.

وصدر البيان مطالبا الشعب الغاء التظاهرفعلا، لأن البعثيين ومن لايريد للعراق الاستقلال والحرية والأمن و… تهيأوا للمشاركة في المظاهرة لتشويه سمعة الشعب واستعمال انواع العنف وحرق المؤسسات الحكومية و

والسؤال هو: هل أصدر السيد السيستاني البيان خوفا من تصرفت محتملة للبعثيين فقط، أم كان الخوف اكثر وأعمق من ذلك؟

سؤال نحتاج لبعض التأملات للحصول على اجابة صحيحة له.

لقد تحرك الشعب وخرج عبر المواقع الاجتماعية الفيس بوك والتويتر في دول الجوار وخلال أيام قليلة فقط تمكن من اسقاط حكومات حكمت بلدان حوالي نصف قرن، فمن هو المحرك الأساسي لهذه المواقع؟

هل الشعوب تختار الدولة التي تريد اسقاطها ؟

تصريحات بعض الرؤساء، وتسريبات ويكلكس قبيل هذه الحركة وبعيدها، هل يدل على شيء يستحق التأمل؟

قناعة الثوار بهذا المقدار من التغيير وعبر نفس الأجهزة، هل يدل على شيء؟

من الواضح ان العسكروالجيش في مصر وتونس هم من المتعاملين مع نفس النظام، والتشكيلة الوزارية ايضا، وبموافقة واعتراف من قبل دول غربية وباسرع وقت، هل لها دلالة ؟

وهل محاسبة الحاكم فقط بهذا المقدارلايعني ضمان حيات رؤساء كانوا في خدمة الغرب مما يعني العمل بتعهدات الغرب تجاه عملائه والتنسيق معهم في السقوط وعدم تكرار حالة العراق من اعدام الحاكم و…؟

ماذا يعني كلام مبارك لبن اليعازر الوزير الاسرائيلي حول باراك اوباما والديمقراطية، قبيل التنحي ؟

من جانب آخر، ظهورعناصر باللباس المدني في مصر وايران والتدخل لضرب وجرح المتظاهرين وتشويه سمعتهم في التظاهر السلمي، هل يستحق التأمل؟

أتصور ان السيد السيستاني يستحق المزيد من الشكر لحفاظه على سمعة الحكم في العراق وعدم رفع القناع أكثر مما حصل، ولو لم يصدر سماحة السيد هذا البيان لارتفع القناع وتبين ان العراق لايختلف عن غيره من دول الشرق الأوسط، وكان عنصر اللباس المدني تدخل وأحرق المباني وضرب وجرح، وكانت النتيجة اما استمرار التظاهر لاسقاط النظام، وقد يحصل حقيقة، واما الهرج والمرج والتدخل من بعض دول الجوار والفتنة أكبر من القتل.

فجزاه الله خيرا

شارك مع: