نحن والغرب، النجاة في الصدق

الخبر:

أعلن مكتب المدعي العام في جنوب كاليفورنيا، أن رفيعة فاروق، والدة سيد رضوان فاروق، منفذ هجوم إطلاق النار في سان بيرناردينو العام 2015، ستعترف بالذنب فيما يتعلق بتدمير أدلة على الهجوم الإرهابي.

ووفقا لمكتب الادعاء فإن رفيعة فاروق واسمها الكامل رفيعة سلطان شريف، وافقت على تسوية قضائية تقر فيها بتمزيق خريطة أصدرها ابنها لها علاقة بالهجوم، لافتا إلى أنه ووفق التسوية فإن رفيعة ستوجه لها عقوبة السجن 18 شهرا عوضاً عن العقوبة التي تصل إلى 20 عاما.

وكان سيد رضوان فاروق وزوجته تاشفين مالك قد فتحا النار على مجموعة من زملائهم في العمل بسان بيرناردينو أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2015، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً.

واستناداً إلى مسؤولون أمريكيين، كانت CNN قد ذكرت سابقا أن مالك روجت للجهاد عبر رسائل نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها كانت تستخدم اسما مستعاراً، إضافة إلى وضعها إعدادات صارمة للخصوصية بحيث لا يمكن لأي شخص قراءة مشاركاتها.

التعليق:

كلما أقرأ أمثال هذا الخبر اتذكر مدى مظلومية الاسلام العظيم في بلاد المسلمين.

الغرب يفكر في الوصول الى الحقيقة و أن يتفهم المجرم قبح فعله، بينما في البلاد الاسلامية الخالية عن قانون الاسلام، الموضوع يختلف كلياً، فهل المحقق في السجن وبتذكيره المتهم المقولة المشهورة: النجاة في الصدق، يريد بها الوصول الى الحقيقة أو تثبيت التهمة؟

طبعاً، لافرق بين ان يكون المحقق يعلم ان المقولة هذه كلام  لرسول الله صلى الله عليه وآله، ويصرح بها كحديث، وبين ان يكون لقلة لسان.

المهم هو استخدام هذا اللفظ لمقصد يريد المحقق الوصول اليه.

في الغرب تتم المفاوضات لتكون النتيجة الوصول الى الحقيقة وان يعترف الجاني بخطئه، ولذلك يتم تخفيف مدة السجن.

الا أن الهدف في الدول الاسلامية يختلف تماماً، فالمحقق يطلب من المتهم بيان الحقيقة ليتخلص هو من الملف ويتم انجازه ويحكم على المتهم، ولذلك بيان الصدق سيكون في ضرر السجين ولمصلحة السجان والمحقق.

لذلك، نجد في سجون احدى الدول الاسلامية، المحقق يسأل المتهم: قل لي بأية تهمة اُلقي القبض عليك؟

وهذا دليل على أن الادلة غير متوفرة، أو أنها غير كافية لتثبيت التهمة، فالمحقق يأمل باعتراف المتهم البائس.

ولذلك نرى في بعض بلداننا ان التُهم موجودة سلفاً، سواء اقر بها السجين أو لم يُقر. والقاضي يمضي في تحقق مطالب الجهة الحاكمة فقط.

نسألك اللهم انقاذ الاسلام من ايدي المسلمين. آمين.

محمد تقي الذاكري

٩/٣/٢٠٢٠

شارك مع: