موسيقى من دون صوت ؟

نشرت ال بي بي سي يوم امس (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) على موقعها ماعنوانه: (طليقة الدولة الإسلامية تروي قصتها) وذكرت كالآتي: قصة تانيا الزوجة السابقة البريطانية لعضو أمريكي بارز في ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) التقت تانيا جورجيلاس زوجها جون على الانترنت ، وهو اميركي اعتنق الاسلام.
بعدما انتقلا وأطفالهما إلى سوريا، قررت الهروب. والآن تريد أن تكرس حياتها لمواجهة التطرف وإعادة تأهيل الجهاديين السابقين.
هذا الموضوع ذكرني بواقعة حصلت في بعض سجون امريكا حيث اشتكى سجناء مسلمون من ان المرشد الذي يأتي اليهم ومعرّف من قبل مساجد امريكية بدل ان يرشد الارهابيين ويوصلهم الى الاعتدال وبر الأمان، أخذ بتعليمهم الارهاب المبرمج تحت عنوان الجهاد و التكليف الشرعي في مواجهة الكفار …
ولذلك، وجدنا ان اغلب من خرج من غوانتنامو رجع الى أفعاله السابقة وتم اعتقال بعضهم في العراق وسوريا و…
وبعد ان تقدمت منظمة اللاعنف العالمية بشكوى مدعوم بالادلة والبراهين، تم تغييرهم الى مرشدين يعتقدون بالوسطية والاعتدال.
فهل قصة تانيا وغيرها (مما ظهر وسيظهر الى العلن في الوقت القريب) استمرار لتلك القصص والأكاذيب المفبركة، ام انها قصة حقيقية لتغيير مسير شباب غرتهم الأموال و الأكاذيب؟
وكذلك الحال في الذين رجعوا الى السعودية ودول خليجية اخرى وتقرر ارشادهم ضمن برنامج تأهيلي وباشراف الحكومة، فانا وجدناهم ايضاً في اليمن بعد فترة استراحة وزيارة الأقرباء وفترة النقاهة.
وهناك قصة حقيقية هي ان حارس السوق وجد شخصاً يقص قفلاً لمحل تجاري في منتصف الليل بالمنشار.
فسأله: ماذا تعمل؟
قال اللص: ادق الموسيقى(!)
فقال الحارس: وين الصوت؟
قال: ستسمعه في الصباح، إن شاء الله.
محمد تقي الذاكري
٣٠ نوفمبر ٢٠١٧
واشنطن
شارك مع: