مفاوضات لتفهيم المفاهيم

شاب شيشاني اندفع لينتقم من معلم استغل مفهوم حرية التعبير ليخلق مشكلة عالمية، وعلى هذا الأثر حصل ما حصل بين دول تدعي الاسلام اسماً من دون ان تلتزم بنشر مفاهيمه في العالم.

في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: الا ابشركم على ما إن فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام في العالم.

وهناك الفاظ مختلفة للحديث لايضر بالمعنى.

فافشاء السلام من ضروريات الدعوة الى الاسلام، ومن اسباب تقدم المسلمين على طول التاريخ .

اتذكر كلمة قالها الامام الراحل السيد محمد الشيرازي في عام ١٤٠٥ من الهجرة وبحضور اعضاء من منظمة اللاعنف العالمية: الغرب لايعلم الكثير من المصطلحات الاسلامية كالجهاد مثلاً، وهناك دول يهمها ايجاد فاصل ثقافي وصراع بين المسلمين والغرب، فعلينا التواصل مع مراكز القرار في الغرب، او مراكز الدراسات لتبيين معالم الاسلام، و علينا التوضيح لهم بان معنى الجهاد هو بذل الجهل وليس العمل المسلح … فان العمل المسلح حرام إلا في الدفاع.

وهذا ديدن جميع دول العالم، ومن دون استثناء.

وقال لي استاذ جامعي من ابوين عراقي وباكستاني مقيم في واشنطن، انه التقى بالامام رحمه الله أبان ثورة ايران، فاقترح على الاستاذ تأسيس مركز دراسات لتفهيم الغرب المصطلحات الاسلامية، وكذلك تفهيم المسلمين المصطلحات الغربية، حتى لايبقى سوء فهم بين المسلمين والغرب.

واليوم، فكما ان الرئيس الفرنسي ينزعج من تصريحات اردوغان ويسحب سفيره من تركيا بحجة الاهانة للرئيس الفرنسي، ولم يضع الكلام في خانة حرية التعبير، فكذلك الاساءة لرئيس الاسلام ليس من باب حرية التعبير.

فحرية التعبير تختلف مع الاهانة في جميع الاعراف الدولية.

فاصرار ماكرون على الدفاع عن مفاهيم بلاده يجب ان لايتناقض مع مفاهيم دول اخرى.

فكما انه من حقه الانزعاج من كلام اردغان، فكذلك من حقنا ان نعتبر عمل المجلة الفرنسية خطوة لضرب الاسلام كدين ويؤسس الى استنكار في المجتمع الاسلامي.

وفي مثل هذه الحالات، على الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي التحرك لتفهيم الدول الغربية بما يهمنا، وتفهيمنا مايهمهم.

فما فائدة المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الفرنسية في الوقت الذي يتواصل معه رئيس دولة عربية بحجة ضرب اخوان المسلمين.

أليس متطرفوا اليوم هم اولاد هذه الدول العربية، أو تربيتهم، واليست هذه الدول تتعامل معهم لضرب اهداف في دول اخرى وحسب اجندات خاصة كما في سوريا واليمن واذربايجان وليبيا.

٢٠٢٠/١٠/٢٩

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: