لماذا نُتهم بالطائفية في العراق؟

في ندوة فكرية عن العنف واللاعنف في واشنطن العاصمة الأمريكية سألني طالب جامعي عن سؤال أحرجني فيه

السوال: ماهي الطائفية التي نُتهم بها في العراق ؟

فطلبت منه الانفراد وفي وقت آخر لأقول له: عزيزي الجواب هو: الحكومات في العراق كانت ولاتزال مبنية على الطائفية، والذي يقول ان صدام لم يكن طائفياً لم يكن صادقاً في دعواه.

نعم صدام كان علمانياً، ولذلك كان يتعامل مع المعارضة تعامل سياسي.

والدليل على ذلك انه استخدم العلمانيين من الشيعة لمآربه وحارب الباقي حتى أفناهم عن بكرة ابيهم.

فالطائفية يعني الانتماء الطائفي والدفاع عنه بما للكلمة من معنى.

لكن اليوم، السياسيين ( من غير الشيعة) ولاجل مصالح سياسية، وحتى لايُهمشون من الحكم يتهموننا بالطائفية خوفاً من الانتقام منهم لما فعلوه على مر التاريخ في حق الشيعة.

فدواعش وطالبان مثلاً قتلوا وهتكوا في الشيعة أكثر مما فعلوه في السنة، وحتى الآيزديين، فان داعش كان يغتصب الايزدية ولكن يقتل الشيعية.

والسياسيين الشيعة، حتى لايُتهموا بالطائفية أخذوا حالة الدفاع في طريقة عملهم، وبالنتيجة خوفاً من الاتهام، لم يخدموا الطائفة، ولا البلدان التي مرتبطة بالاكثرية الشيعية كالبصرة، ومدن العتبات المقدسة .. حتى أن بعظهم قال: أنا لم اخدم كربلا حتى لايتهموننا بأنا خدمنا

واليوم أيضا، السياسيون (شيعة وسنة) حتى يصلوا الى سدة الحكم انخرطوا (طوعاً أو لمصلحةٍ شخصية ضيقة) في الاحزاب حتى يتمكنوا من أكل قسم من الكعكة التي يتداولونا بين أيديهم كأحزاب ومنظمات و ..، وعلى هذا الأساس تم اصدار العفو عن سياسيين ملطخة أياديهم بدماء الابرياء والعُزّل من الناس، مستخدمين النظام القضائي الذي أصبح بحمد الله كورق الشجر في الخريف، يميل الى ما كانت المصلحة العامة (!!) تميل أو ترغب..

وحتى نعرف أن الطائفية أين وكيف، فالننظر الى مدن الشيعة والاهمال المتعمد في كل جوانبه، و الفلوجة وغيرها والاعمار الهادف بما للكلمة من معنى.

ومن هنا يمكن ان نعرف لماذا المرجعية في النجف لم تستقبل السياسيين (شيعة وسنة) ولم تلتقي بهم؟

و حتى عندما يتهموننا بالتبعية لايران، فانهم بهدفون الى تحجيمنا وطردنا بحجة الانتماء الى دولة غير عربية و..

فالطائفية الحقيقية تعني الالتزام العملي بالقوانين والمعتقدات، ولم نجد ذلك في الوسط الشيعي، ولذلك كلهم ومن طيب نفسهم يعلنون أنهم ليسوا طائفيين، حتى لاتُتهم الطائفة بالايادي الملطخة والجيوب المملوءة، والحمد لله.

2021/4/15

شارك مع: