لماذا ضُربت علينا الذلة والمسكنة(!)

المتأمل في الآيات التسع الاولى من سورة الممتحنة يجد خريطة عمل للمسلمين فيما بينهم اولاً، وكيفية المعاشرة أو المودة مع غير المسلمين، ممن ظلموهم واخرجوهم من ديارهم و…

فالملاكات الخمسة تُعتبر خارطة طريق لمن يريد علواً في الدنيا و نجاةً في الاخرة:

الملاك الاول: لاتتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة.

فليس كل من بسط يده، أو لسانه، اليكم بالمودة، يكون محباً، مع ملاحظة انهم :

ألف: كفروا بما جاءكم من الحق.

باء: واخرجوا الرسول، وبحكمهم من أساء الى رسول الله صلى الله عليه وآله، او بذل جهده لتشويه سمعته، او سمعة اتباعه …

الملاك الثاني: الاُسوة، هم الذين يرجون رضى الله ورسوله واليوم الآخر…

الملاك الثالث: قاعدة الانفتاح على الجميع، فعسى  أن يجعل الله بينكم وبين الذين عاديتم منهم، مودة ….

فمن لم يقاتلكم ولم يخرجكم من دياركم يستحق ان تبروهم وتقسطوا اليهم …

الملاك الرابع: منع الولاء للظالم مادام مصراً في ممارسة ظلمه، فمن يقاتلكم، أو يخرجكم من دياركم، وحتى من ظاهر على اخراجكم، فلايجوز لكم ان تتوددوا اليهم، كائناً من كان.

الملاك الخامس: التاسي بالرسول، سواء كان ابراهيم عليه السلام، أو من آمن بالرسالات السماوية التي ختمها الله بمحمد صلى الله عليه وآله…

ولذلك كان الاسلام سباقاً في التسالم والتصالح والتعايش مع الجميع، وكان اتباع جميع الديانات السماوية متنعمة في ضل الاسلام، وتمارس جميع طقوسها، و بحرية كاملة.

إلا أن السياسيين الذين حكموا بلاد الاسلام في القرون الاخيرة، ومن دون معرفة بالاسلام وسنن الانبياء، سيسوا الدين في سبيل الوصول الى اهداف خاصة رسمها اعداء الاسلام، وفرقوا بين اتباع الديانات ليتسنى لهم الحكم من باب فرّق تسُد.

فاصبحوا دمية بيد الآخرين، يدخلون في الحروب ويخرجون منها، مستعملين اسم الاسلام.

فعندما ارادوا الحرب نشروا النصوص الداعية له، وعندما قرروا التصالح قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وآله تصالح مع اتباع الديانة الكذائية، ليبرروا افعالهم وقراراتهم.

فتعساً لمن استغل الدين والمعتقد لمصلحة سياسية آنية، أو لتطبيق اجندة خارجية لاتريد للمسلمين العزة والكرامة.

وهذا هو السبب (باعتقادي) في اننا اصبحنا في معيشة ضنكا، وضربت علينا الذلة والمسكنة.

١١ نوفمبر ٢٠٢٠

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: