كثرت على رسول الله (ص) الكذابة، والشيرازية أيضاً

تصلني (وانتم أيضاً) كل يوم العشرات من الرسائل عبر الايميل او الواتس آپ، تحمل المئات من الأكاذيب من الأخبار المصطنعة التي تصنعها معامل الاستخبارات العالمية، والاقليمية، و…، وبعضها تكيل الاتهامات للعلماء والمراجع، كما السياسيين في مخلف الدول.

فالاعلام وسيلة يستخدمه الجميع لمصالح تختلف عن أخرى.

والملفت للنظر ان الأكاذيب تستهدف شخصيات سياسية على الأغلب، بينما التهم تستهدف العلماء والمرجعيات الشيعية (ايضاً على الأغلب).

منها: صنيعة أفراد يخدمون أجندة خاصة، ومنها: صنيعة عناصر الدولة عندما ترغب في تسقيط شخص أو ترويج فكرة، أو استمزاج مستوى ثقافة شعب(!)

ومنها ما يتم طبخها (او انظاجها) في مصانع الاستخبارات العالمية، حسب الحاجة، وحسب المجتمع أو الدولة المستهدفة ، ولتسهيل تطبيق اجندات لعل الدولة ايضاً لاعلم بها.

مايهمنا في هذه العجالة التهم التي تستهدف المدرسة الشيرازية المباركة، فانهم والحمد لله لايملكون عقاراً ولا مالاً ولامنصباً حكومياً و.. حتى يؤخذ عليهم، فيحملون عليهم لمواقف اتخذوها، أو لم يتخذوها.

فتارةً يأتي المأخذ عليهم من مسؤول في جهة حكومية معروفة توجهها، وتارة عبر افراد مجهولي الأصالة (!) تمترسوا بمناصب شكلية لاتليق الا بهم.

والمآخذ، تارة تتساءل عن وجود الشيرازية في سوريا أو اليمن، أو في مواجهة اسرائيل، وتارة في مواجهة الغرب ومن في فلكه و…

مع ان هذه المدرسة موجودة بعناصرها النشطة في كل الجبهات، وتجاهد (مع قلة إمكاناتها) أكثر من غيرها، احياناً، لكنها لم تخضع ولم تؤطر نفسها لضوابط سياسية أو اجندات لمصالح حكومات، أياً كان اسمها، وذلك لعدم اعتقادها بالعمل السياسي المباشر، وعدم جواز العمل مع استخبارات الدول، حسب فتوى سماحة المرجع الكبير السيد صادق الشيرازي.

وكتب هذه المدرسة مليئة بمواقفها الشفافة، سواء في زمن حياة الامام المرجع الراحل، أو فترة مرجعية السيد الصادق حفظه الله، من خلال الكتب أو المحاضرات التي تنشرها الفضائيات والمواقع وغيرها من السوشيال ميديا، وليس لها ما يمكن أن تتسر عليه من الباحث.

ولا ابالغ إن قلت أنهم قالوا مايمكن قوله وبشفافية تامة، ولايملكون موقفاً لم يصرحوا عنه في كتبهم أو محاضراتهم، كلهم، ومن خلال فضائياتهم وكتبهم التي تشهد بذلك.

وبما أن الشيرازية لم تتصدى للجواب، بلغ مابلغ، فيأخذ المأخذ عقول بعض القشريين ممن ليس له اطلاع بتاريخ وافكار ومواقف هذه المرجعية المباركة خلال ١٠٠ عام من التصدي لخدمة الدين، فيكون المأخذ وسيلة لاتلاف الوقت عند كثيرين من الناس.

و السكوت عن تصرفات الآخرين، أو عدم التصدي للردود، منهج جديد في المرجعية يحترم جميع الخصوصيات، و يفسح المجال لتطبيق الديمقراطية الكاملة، والقانون الذي يقول: عند الامتحان يُكرم المرء، أو يُهان (!).

فمنذ بداية هذا العام حاولت فهم السبب لهذه الاتهامات، كماً وكيفاً ، وبعد التدقيق في معظمها، وجدت ان هذه المدرسة المباركة (دون غيرها) تصدت ومن دون وقفة لنشر الصفحات المشرقة من تاريخ رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام وسيرتهما في ادارة شؤون البلاد والعباد، ولا يتضرر من ذلك إلا دول معروفة تستهدف الاستئثار بالحكم، أو الأموال والمناصب، باسم الاسلام الحنيف.

ثم تأملت في تاريخ هذين المعصومَين عليهما أفضل الصلاة والسلام، فوجدت انهما كانا مستهدَفين في حياتهم وبعد استشهادهم أكثر من غيرهم، من قِبَل من تضرر من وجود العدالة الاجتماعية و التقسيم الصحيح للثروات، وتطبيق ما أنزل الله من حكم.
وفي ضل هاتين الدولتين (ولاغير) تم احياء الآيات المنسية من القران الكريم.

ثم تأملت في سيرتهما الكريمة، فوجدت أنهما كانا لاتأخذهما في الله لومة لائم، ولايهمهما المصالح الشخصية، باذلين جل جهدهم لتبيين الحقائق الناصعة من أحكام الله وجمالية الحكم الاسلامي.

والمرجعية الشيرازية المباركة التي أخذت على عاتقها التبليغ عن هاتين الدولتين أيضاً ستكون معرضة لمثل هذه الاتهامات الظالمة جملة وتفصيلاً، و المرجعية هذه، ايضاً لاتهمها الأكاذيب والاتهامات، سواء طبخت في مطابخ الدول، أو افراد وجماعات تخدم مصالح الدول، بل يهمها الكشف عن حقائق جمالية الاسلام الحنيف، والتبليغ لحكومة رسول الله والامام علي عليهما السلام، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
اللهم عجل لوليك الفرج، فان فرج آل محمد فرج للجميع. انك سميع مجيب.
٢٦/٠٧/٢٠١٨

شارك مع: