على أعتاب المرجعية الشيعية في قم والنجف

محمد تقي الذاكري

تابعت وبدقة زيارة وزير الخارجية الايراني الدکتور ضريف الى قم ولقاءاته مع المرجعية الشيعية (بعضها طبعا(!)) وتأملت فيما نقلته بعض المواقع الخبرية مثل شيعه نيوز، وهو موقع خبري يميل الى مكتب المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني، لكنه ملزم بأخذ الموافقة من وزارة الاطلاعات الايرانية في انتقاء الأخبار).

وبعد متابعة المواقع الخبرية الحوزوية، كموقع شفقنا الملتزمة بنقل أخبار المرجعية الشيعية مثلا، لم أرى مايدل على استقبال أو رضى من المرجعية تجاه حكومة الشيخ روحاني، ومانشر من لقاءات مع المرجعية في النجف الأشرف مجرد اظهار عضلات من الشيخ روحاني حتى يقوي نفسه في مقابل التيار المتشدد في ايران الذي رفضت المرجعية استقبال شخصياته (بشكل عام).

فالملاحظ ان المرجعية التي زارها الدكتور ضريف في قم لم تسمع منه ماكانت تتصور (تنتظر) من لقاءات الشيخ روحاني مع المرجعيات في النجف الأشرف، ولذلك اكتفت ببعض النصائح فقط.

جل ما ذكر موقع شيعه نيوز ان المرجعية أكدت على تمتين العلاقة مع دول الجوار، الاهتمام بالوضع المعيشي للشعب الايراني، وأخيرا من الشيخ الوحيد (مشكوراً) : الاهتمام بيوم عاشوراء ليكون أكثر انتشارا في العالم (عالميت عاشوراء) مؤكدا: انني ادعو لك بالتوفيق في ذلك (!).

وكل هذه ليست بمستوى الزيارات .

نعم السيد شبير زنجاني أكد على تحمل المشقة وأن الأمور بيد الله وان الله لايضيع أجر عمل عامل منكم، ومن كان مع الله كان الله معه… وهذه تعابير دبلوماسية بحتة يقولها كل مرجع وعالم لكل شيعي يتأمل منه الخير.

وهذا كله يعني أن العوائق الموجودة في طريق دولة الشيخ روحاني جلها مصطنعة من قبل المتشددين، وأن روحاني ودولته ليست لهم حول ولاقوة الا التحمل والصبر والمثابرة.

حتى موضوع تمتين العلاقات مع دول الجوار ايضا لايمكن للشيخ روحاني أن يصنع المستحيل، لأن المتشددين (حسب المصطلح السياسي) لم يتركوا مجالا لتمتين العلاقة منذ بدايات الثورة، حسب الكلام المنشور من المرحوم الشيخ المنتظري.

فهل تتعامل المرجعية الشيعية بشكل عام مع حكومات ايران (بعد الثورة) باسلوب السيد المرعشي رحمه الله؟

أو أنها تتعامل معها كتعامل السيد البروجردي رحمه الله مع حكومة الشاه (قبل الثورة)؟

23/03/19

شارك مع: