عاملان أساسيان لتشويه سمعة الشيرازية (!)

بعد متابعات كثيرة واستماع لمحاضرات المدرسة الشيرازية، بدءً من الامام الراحل السيد محمد الشيرازي رحمه الله، حتى اخيه المبجل اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، وانتهاءً بأصغر شخص من هذه الاسرة المباركة، لم اجد دليلاً شرعياً واحداً يسمح لأحد (عاقلاً كان او جاهل، مخلصاً كان او عميل) ان يتجاوز عليهم، حتى بشطر كلمة.

كما بحثت عن اعدائهم الذين بذلوا مابوسعهم لتسقيط هذه الاسرة الشريفة التى لم تتورط بدم او مال او اية سلبية، ولانقول العصمة.

و وجدت أن اعدى عدوهم في العراق، هم الذين تورطوا بالسرقات والنهب و القتل و السفك، بالمباشرة او غيرها، بعد سقوط الصنم، ولازالوا متربعين على كرسي النهب وتشويه سمعة الاسلام والمذهب الشيعي النزيه، حيث صنعوا من اغنى دولة عربية شعب فقير يستجدي حتى العزة والكرامة، فلا ماء يروي به عطشه، ولا كهرباء يضيء دربه، ولا ولا ولا.

كما وجدت دولة اقليمية متظررة بالدعوة التي ابتدأ بها الشيرازية ولاغير، على الاقل في القرون الأخيرة.
وهي احياء سنة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله ودولة أمير المؤمنين عليه السلام من جميع الجهات.

ومن خلال التتبع وجدت الذين يتهجمون على هذه الاسرة المباركة هم ابواق لهاتين الجهتين ولا ثالث لهما.

نعم وجدت المرجعية الشيرازية هم الوحيدون الذين يدافعون عن احياء الصفحات المشرقة في تاريخ البشرية، دولة رسول الله صلى الله عليه وآله، وحكومة امير المؤمنين عليه السلام من خلال كتبهم ومحاضراتهم التي تبث من أغلب القنوات الشيعية غير السياسية.
و وجدت التزام هذه المرجعية باحياء الشعائر الحسينية التزاماً حقيقياً ومن دون طمع في تحصيل مكاسب سياسية أو مادية أو…
فهاذان الاشكالان (حسب تعبير المخالفين)عثرت عليهما في هذه المدرسة العريقة والتي بذلت جل جهدها لخدمة الدين والمجتمع.
وهذان الاشكالان هما من مفاخر الامامية من دون شك او ريب.
أما الاول، فلأن الحكومات التي حكمت وتحكم باسم الاسلام الى يومنا هذا لم تفهم من الاسلام حتى اسمه، ولا من القران حتى رسمه، لكنها تحكم باسم الاسلام مشوهة هذا الاسم الكريم والتاريخ المشرق.
وحتى يتمكن الحكام من الاستمرارية في الحكم بهذا الاسم وتحت هذا الشعار، يجب ان لايعرف احد ملامح تلك الدولة الشريفة، ولو عرف الناس محاسن كلام المعصومين الاربعة عشر عليهم السلام لم يستجيبوا لهذه الدول الدخيلة على الاسلام.
أما الثاني، فمعتقدات متطابقة لفتاوى جميع الفقهاء المستقلين، وإن عارضهم فقهاء السلطة(!)
أما نشاط هذه الاسرة وخدماتها فهي لاتعد ولاتحصى من مواقف مشرفة في الصراع مع الاستكبار والاستعمار ومن في فلكها، وكتاب (الادوار النهضوية) خير دليل على جانب منها.
وتأسيس المؤسسات الدينية والخدمية لحل مشاكل الاسرة والمجتمع، و مؤسسات القرض الحسن، والمدارس والحسينيات في مختلف بقاع الارض، و…. تشهد على ذلك.

والاكثر من ذلك أهميةً أنهم لم ولن يرضخوا للحكومات ولم يتعاملوا مع المخابرات، بل ويحرموا اية تعامل معها، ولم ولن يبايعوا لحاكم اياً كان محتفظين بالاستقلالية الدينية التي هي من أصول المرجعية في المذهب الشيعي.
وهذا العداء (من الجهة الأولى والثانية) لهذه المدرسة نابع عن فهمهم للاسلام السياسي، لا الديني.
ومواقف السادة الشيرازية ايضاً نتيجة لفهمهم واجتهادهم للاسلام الولائي وليس الحكومي، إذ أنهم غير طامعين في استلام سلطة ولا مال ولا….
ومواقفهم من خلال تاريخهم تدل على ذلك.
٢٥ محرم الحرام ١٤٤١

شارك مع: