رسالة الى كل من سولت له نفسه الهجوم على المدرسة الشيرازية بحجج واهية

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

اسعد الله لك الاوقات

انا شخصياً شيرازي حتى النخاع، ولكن اكتب لك بعض تجربياتي التي قد تفيدك، اتقرب بها الى الله تعالى والى نبينا رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس من باب قربي الى المرجعية الشيرازية الطاهرة، انما لمحبتي لامة رسول الله صلى الله عليه وآله وأتباعهم. فان الشيرازية لم تؤمن بصرف الوقت للردود عليها. وانا اتبع توصياتهم.
اقرأ توصياتي بتمعن، ثم قرر، هذا إن لم يكن قرارك مُتخذ من قبل ونظراً لضروفك الخاصة.
في الحديث الشريف: اياك وظلم من ليس له ناصر الا الله.
الاسرة الشيرازية بشكل عام والسيد صادق حفظه الله بشكل خاص، من أطهر من في الأرض، (بعد العترة الطاهرة سلام الله عليهم اجمعين) وليس لهم ناصر إلا الله.

فكلامي ليس عن عاطفة، انما عن تحقيق، فاني عاصرت الكثير من المرجعيات، اسرة وكوادر و اعضاء مكاتب، وسمعت اعتراف الجميع بطهارة هذه الاسرة. ولم اسمع من شخص واحد، ولم ابالغ، حتى شخص واحد، لم اسمعه يطعن في طهارة هذه الاسرة ونقاوة ثيابهم.

وحتى لا تكون انت الاول للطعن في طهارتهم، ابحث كثيراً حتى تعثر على مايفيد عاقبتك في دنياك قبل آخرتك، وحتى لاتكون حطب جهنم، وترفع رأسك أمام من قد تستفيد منه دنياً، أو يستفيد من مواقفك.

انا لم اتكلم عن علمهم، لأن من طعن في علمهم لم يناقشهم و لم يتباحث معهم حتى يفهم عمقهم العلمي، فهو بمثابة جاهل أو متعمد، فلايُعتمد عليه.

ولم اتكلم عن المنتسبين اليهم، لأن المرجعية كلما كبرت ينجمع تحت لوائها من يُعجبنا كلامهم أو عملهم، او لايعجبنا ذلك.
فكل راية تجد تحتها الرطب واليابس، الجيد والرديء.
حتى الرديء ، إن وُجد، قطعاً يخدم المذهب بحسب تصوره، ولم يكن سارقاً او متجاوزاً على اعراض الناس، وهذا يعني نقاوة جيوبهم و ثيابهم.

أما المعتقدات، فالسادة الشيرازية متمسكين بما فهموا من الاسلام وسيرة المعصومين عليهم السلام، من تطبيق الاسلام والتبليغ لدولة المعصومين عليهم السلام، وليسوا متظاهرين أو متلاعبين حسب الأهواء، مع أنهم غير معصومين، لكنهم من مظاهر الورع والتقوى.

نعم، تجدهم في معارضة الحكومات، سواء العلمانية في الدول العربية، أو ماسُميت باسم الاسلام كما في هذا الوقت.

فان كنت انت ثورياً وتعتقد ان السيد الخميني كان على صواب، فانك لن تجد في تاريخ السيد الخميني (مابعد الثورة) زار أحداً واجتمع وناقش معه قضايا الثورة غير زيارته للسيد محمد الشيرازي في قم المقدسة.
وهذا يعني أنه كان يعتقد بدينهم واخلاقهم ومعتقداتهم، و قد حصل الاختلاف معه في موضوع العفو العام بعد نجاح الثورة، فان الشيرازي كان مخالفاً للاعدامات التي حصلت، وكان يقول بتطبيق تجربة رسول الله صلى الله عليه وآله في الحكم.

وإن كنت تعتقد بمدرسة النجف، فمن الجيد ان تعلم ان السيد جمال الخوئي الذي كان يعترف و بتفاخر، انه اخذ فتوى السيد الخوئي ضد السيد الشيرازي، وكان ذلك لخدمة حزب الدعوة. و في اواخر عمره، و حتى يطلب المعذرة من السيد محمد الشيرازي تجهز للذهاب الى قم للاعتذار، ويعلم الموضوع كل من السيد …. والشيخ ……، حيث كانا بالقرب من إعداد وسائل سفره من طهران الى قم، قبيل منعه من قبل الطبيب.

وحصل هذا التغيير بعد أن عرف ان السيد الشيرازي لم ينشر ولم يكن موافقاً لنشر فتوى الميزا الشيرازي والسيد ابو الحسن الاصفهاني في عدم سيادة السيد الخوئي، بل وعلى العكس فقد بذل جل جهده لمنع انتشار الفتوى في الكويت وكان الشيخ حميد الشاهرودي (عم الخطيب الشيخ مرتضى) على علم بتفاصيل الموضوع، ولو سمح السيد محمد الشيرازي بنشره على الاقل كان اولاده واصدقائه و وكلائه (على الأقل) على علم بذلك، أو أنهم شاهدوا ذلك الفتوى. وانا مع قربي للسيد محمد وعملي معه لم أرى ذلك الفتوى.
فالاسرة الشيرازية ولتدينهم كانوا ولازال يعتقدون بقانون (أميت الباطل بموت ذكره).

وكذلك الشيخ يوسف الخراساني، فان ولده الشيخ محمد كتب كتاباً عن حوزة كربلاء المقدسة ومدح فيه السيد محمد ونشاطه و… و قال لي شخصياً ان الضغوطات من حزب البعث والتهديد لتهجير الشيخ يوسف من العراق الى ايران كان وراء اصدار الفتوى .

وعلى اية حال، فاذا اردت المبارزة مع أمثال السيد صادق الشيرازي، فتهيأ لدنياك سقوطاً او لجحيم آخرتك، ولم أبالغ.

أما اذا كان قرارك مُتخذ بتحريك من عناصر في ايران الدولة فاعلم ان الحكومات حبلها قصير و أنهم سيتركونك كما تركوا غيرك ممن خدمهم، حتى الشيخ صادق الخلخالي الذي خدم ثورتهم الى أبعد الحدود و غيره ممن التجأ الى حوزة قم حتى استودع أمانة ربه وذهب الى لقائه.

اضف الى ذلك ان ايران هذا العصر لم تصنف السادة الشيرازية في خانة الأعداء، انما تصنف اعمالهم ومعارضتهم على انه ناتج عن اجتهادهم وفهمهم للنصوص، وأنها تعلم علم اليقين ان السيد صادق من أطهر الموجودين، وانهم لايؤمنون باستلام سلطة أو أطماع دنيوية.

فانك تجد أن ايران صارعت الكثير واشترت الكثير و اعتقلت الكثير، و هددت الباقين، لكن هذه الاساليب كلها لم ولن تنفع لجذب السادة الشيرازية.

فلا تضع نفسك موضع تخسر فيه عاقبتك عن الله والناس. فالتاريخ ظالم لايمكن ان ينسىء.
تحياتي لك.
المحب لشيعة آل محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام
الشيخ محمد تقي الذاكري
٢٢ رجب المرجب ١٤٤١

شارك مع: