جُزر ولكن؟

محمد تقي الذاكري

العراق ومنذ الاف السنوات كان مدينة الحضارات، حيث جمع فيه كل الاديان السماوية، والتيارات الفكرية و.. وكان العراقي اكثر قراءة وحضارة بالقياس مع بقية الدول العربية.

لكنه ابتلي بمسؤولين بعد العهد الملكي (ربما) لم يفهموا معنى الحضارة والتمدن ولذلك لم يسعوا الى تطوير البلاد، بل وكانوا حواجز كونكريتية أمام الوعي العام والتحضر.

وفي المقابل، هناك جُزُر في الخليج كانت لاتعي معنى الحضارة لكنها طورت نفسها بفضل عقول حكمت وجلبت لنفسها وشعبها والمنطقة اشراقات و وصلت الى مراتب عالية في التحضر، حتى أصبح بعضها يلعب دور يرفع ويضع من مقامات عليا في دول بعيدة عنها، كما كانت تفعل بريطانيا سابقاً، حيث كانت تحكم الشرق الاوسط والهند وهي بعيدة عنها.

وقد يقول قائل: ان السرقات هي التي منعت التطور والتحضر في العراق.

لكنه يُجاب بان السرقات منتشرة في كل دول العالم وليمكن الاستثناء في هذا الموضوع على الاطلاق.

والذي حصل في العراق (اتصور) ان عدم النضوج الفكري مع الجهل بالسياسة وضيق الصدر عند المسؤولين (من جميع الطوائف التي حكمت) ادى الى العمالة الفكرية (!!) لدول الجوار وغيرها. لذلك تجد الشرق الاوسط بشكل عام لايمكن تغيير  ملحوظ فيه الا بعد استشارة دول كبرى، بل وحتى دول بحجم كربلاء المقدسة أو النجف الأشرف.

فالمسؤول الذي هو ليس بحجم المسؤولية لايمكن ان يؤدي الدور اللازم لتطوير البلاد، وكذلك الأمر في خدمة المواطن.

ولافرق بين كونه سنياً كما كان في عهد صدام وغيره، أو شيعياً كما حصل بعد سقوط الصنم.

حتى الاسلاميين، لم يكونوا على وعي ديني شامل بقدرٍ  يمكنهم من تطبيق حكم الشريعة، ولم يدرس احد منهم تاريخ الحكم النبوي ولاسيرة المعصومين عليهم السلام من هذه الزاوية.

هذا بالاضافة الى إنهم تورطوا باطماع دول مؤثرة في العراق، وبما أنهم كانوا بحاجة مادية قبل السقوط، وبحاجة الى حفظ الكرسي والمقام بعد السقوط. لذلك لم يقاوموا اطماع وطموح تلكم الدول، وحصل ماحصل.

فالدول المؤثرة لاتريد إلا مصالحها و لذلك تضع العراقيل لعدم تطوير البلاد والعباد.

نسأل الله التوفيق

١٧/٠٩/٢٠٢٠

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: