جاسوس في بلد اسلامي يشمله عفو أميري (!)

المقال الأول

لاشك ان دولة الامارات العربية المتحدة، دولة تحكم بلد اسلامي، كلهم مسلمون (على الأغلب العام) فاذا حكمت الدولة هذه بشيء، وأكدت أن قضاءها مستقل، لابد وأن يسجل في تاريخها ان بلدا اسلاميا وقاضيا مسلما حكم بكذا وكذا.

نحن نتكلم عن الحكم على شخص اجنبي، بكل المفاهيم الدينية والسياسية، بأنه جاسوس، وأعلن حاكم هذا البلد المسلم أن القضاء غير مسيس، ومستقل، ثم يأتي الحاكم ليعفو عنه، ماذا يسجل في التاريخ؟

والمتهم أيضا، ماذا يفكر؟

التاريخ يسجل اتهامه باسم المسلمين بناء على أن دولة الامارات بلد اسلامي، والقاضي مسلما، فالحكم جاء من المسلمين في حق شخص بريء، أيضا بكل المقاييس الدينية والسياسية حسب القوانين الدولية.

لكن الحاكم العلماني، بناء على أن الحكم والنظام السياسي ليس دينيا، عفى عنه بناء على طلب من دولة بريطانيا العظمى والضغط الدولي العام، والتماس من أهله(!)

فماذا يسجل التاريخ والعالم وفي نفس المتهم البريء؟

نقطة بيضاء ومشرقة في تاريخ الحاكم المتفهم للقضايا الانسانية والسياسية و… ونقطة سوداء على جبين الامة العربية والمسلمين، أليس كذلك؟

لو آنه غلطان؟

محمد تقي الذاكري

واشنطن 26 نوفمبر2018

مقدمة لابد منها:

عندما كتبت هذا المقال (26/11/2018) اعترض علي بعض الأحبة واتهمني بالتسرع، وربما كان كلامه من باب النصح، فاشكره وغيره على ملاحظاتهم.

الان، وبعد مضي اسبوع على المقال، توضحت الفكرة عندي، فأحببت مشاركتم، ومن الله التوفيق.

للمقال تتمة:

اللهم العن الكذاب، كائنا من كان

قال الأكاديمي البريطاني الذي اعتقل بتهمة التجسس في الإمارات العربية المتحدة إنه تعرض لـ”تعذيب نفسي”، وطلب منه أن يكون عميلا مزدوجا..

وأشار ماثيو هيدجز، 31 عاما، إلى أن السلطات الإماراتية خدرته وأجبرته على الوقوف “طوال اليوم” مكبلا في الأصفاد..

وقال هيدجز إنه تعرض لنوبات من الذعر وراودته أفكار انتحارية..

وقال لبي بي سي إنه طُلب منه أن يكون عميلا مزدوجا في وزارة الخارجية البريطانية، واضطر إلى الاعترف بأنه قائد لطائرة “إف 16” حتى يتوقف “التعذيب”.

وقالت الحكومة الإماراتية إن الأكاديمي البريطاني بجامعة دارام كان “جاسوسا بنسبة 100 في المئة”، لكنها عفت عنه في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وكان هيدجز قد نفى تهمة التجسس وقال إنه كان يجري أبحاثا متصلة بدرجة الدكتوراه الخاصة به، لكن صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة الشهر الماضي بعد محاكمة استمرت خمس دقائق.

وقال هيدجز لبي بي سي إنه احتجز في زنزانة “لم يكن بها أي ضوء طبيعي”.

وأضاف: “لم يكن مسموحًا لي بفعل أي شيء لإلهاء نفسي، وكانت صحتى العقلية تتدهور.”

وتابع: “كنت مقيد اليدين ومعصوب العينين، وأجبرت على الوقوف طوال اليوم مكبلا في الأصفاد.”

وقال هيدجز إن أربعة حراس كانوا يحرسونه حتى عند الذهاب إلى الحمام.

وأشار إلى أن الوقوف والأغلال في قدميه كان “مرهقا ذهنيا”، لكن الأدرينالين كان يتدفق ويساعده على التكيف مع الأمر.

وقال: “لم أستطع ترتيب أفكاري طوال فترة السجن”.

وأشار إلى أنه كان يعاني من نوبات من الذعر بشكل منتظم، وكان يحلم في بعض الليالي بأنه يشنق نفسه في زنزانته.

وقال هيدجز إنه لم يكن مسموحا له إلا بالحديث مع زوجته دانييلا تيخادا – التي كانت تناضل من أجل إطلاق سراحه – مرة واحدة في الأسبوع.

وخلال ساعات الاستجواب، قال هيدجز إن الضغوط النفسية كانت كبيرة عليه للدرجة التي جعلته يعترف بأشياء غير صحيحة.

وقال: “لقد شعرت بالذعر وأخبرتهم بأنني كنت قائدا لطائرة من طراز إف 16 – لقد أخبرتهم بما يودون سماعه”.

وتحدث أيضا عن شعوره عندما حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وقال: “لقد كانت صدمة قاسية للغاية، ولم أكن قادرا على التعامل معها. لم أستطع أن أقول لزوجتي وداعا”.

نقلا عن بي بي سي

اللهم العن الكذاب، كائنا من كان

5/12/2018

شارك مع: