بحثاً عن حرية التعبير

المسلمون يعيشون في دول لاتفهم معنى حرية التعبير على الاطلاق، وهذا أمر غريب لمنتسبي دين اعطى مفهوم حرية التعبير وأوصله الى قبول اعتراضات الشيطان لخالقه، الواحد القهار، وكانت النتيجة بقاء الشيطان الى يوم الوقت المعلوم، مع انه عارض اطاعة الله، وأعلن مخالفته بشكل سافر، وثبت هذا الاعتراض في أهم كتاب عرفه البشر، وهو القران الكريم.

القران الكريم يؤكد على حرية التعبير، والرسول العظيم صلى الله عليه وآله يؤسس لدولة قبل اكثر من ١٤ قرن على أساس حرية التعبير، وعلي عليه السلام يؤكد في دولته على حرية التعبير….

لكي نوضح الفكرة، نبحث في الانترنيت قليلاً، ومن خلال البحث نجد حرية المثليين في تونس لعقد ٤ ايام مهرجاناً علنياً لعرض افلام المثليين، الجواز لتأسيس منظمات ومواقع على الانترنيت للمثليين، و الحكم على صحافية انتقدت الجيش، و….

بينما نجد في القوانين المرعية في الدول الاسلامية برمتها، الاعتراض على الشرطي و المسؤول حتى الممرضة في المستشفى، فكيف بالحاكم و السلطات العليا، وفي كلها المعترض محكوم بالسجن او الغرامة والتأديب.

بينما تجد في نفس الدول، انتشار العلمانية، والاحزاب حتى الشيوعية التي تعارض وجود الله، والمثلية التي تعارض عفة المجتمع وتهدف الى نشر الفساد، واعلانات التحرش الجنسي المؤدي الى نشر الفحشاء وكسر حاجز الحياء، والخمر صناعة وبيعاً والعشرات منها محللة وجائزة، لأن القوانين الغربية تؤيد بل تؤكد على وجود ذلك.

بينما تجد المؤتمرات الفكرية الهادفة والمظاهرات السلمية تحتاج الى اذن من الدولة، وفي الأغلب الرفض نظراً للوضع الأمني، و… كذلك طباعة ونشر الكتب الدينية، و انتشار المذهب الشيعي وكل ما يؤيده العقل والعرف وروح القانون و يريده الشعب، ممنوع وحرام بالاجماع.

بينما تجد الفتاوى في عدم تكفير الدواعش، وتجويز جهاد النكاح، واطلاق سراح السجناء في السعودية اذا اراد السجين الذهاب الى سوريا والجهاد هناك، و… تجدها منتشرة من خلال الفضائيات الحكومية والدول وهكذا دواليك، كلها جائزة ومدعومة.

وفي الجانب الآخر، تجد حرية التعبير في الدول و الصحف الغربية ضد الله والقران و.. وحتى في مجال السياسة تجد اعتبار دونالد ترامپ، رئيس الجمهورية لاكبر وأعظم دولة في العالم، مجنون، ولامنازع لهذا الادعاء!! والقاون يسمح، وعلى رئيس الجمهورية الذهاب الى طبيب اخصائي للفحص عما اذا كان مجنوناً حقاً، أم لا.
ومثل ذلك العشرات من الامثلة في مختلف الدول الغربية، حتى في اسرائيل.

وهذا يعني: على الدول العربية والاسلامية مراعاة الجانب الغربي في كل مايحتاجه في دولنا ومجتمعاتنا، ماعدا حرية التعبير الذي قد، وأقول قد، يتعارض مع مصالح حكوماتنا.
والغريب ان الغرب يأتي الى دولنا ليشارك في تربية رجال الدين (كما في السعودية مؤخراً) وكتابة الكتب الدراسية، ويعلمنا الديمقراطية و.. ويطالب باطلاق سجناء الرأي من سجوننا، ويأمرنا ونحن نطيعه بشكل أو بآخر.
بل ونذهب اليه ليخلصنا من حلفائه في دولنا.
والنتيجة: كل محاسن العالم ومايحتاجه الانسان، بما هو انسان، في ديننا وكياناتنا موجود ومحترم، لكن تطبيق ذلك في بلداننا بحاجة الى اذن من الغرب(!!)
وفي الختام نسأل الله العافية (!)
محمد تقي باقر
١٩/١/٢٠١٨

شارك مع: