ان تشيع الفاحشة(!)

الكل يعرف ان وسائل التواصل الاجتماعي يخدم الاستخبارات العالمية من مختلف الجهات، منها نشر الأكاذيب والإشاعات المغرضة التي تخدم تلكم الاجهزة.

ولم يختلف اثنان في الرسالة، حتى الصورة المرسلة، تصل الى السيرفر (الجهاز الذي خُصص لادارة التواصل) قبل أن تصل الى الشخص المرسل اليه، ولذلك من غير المعقول ان ترسل الزوجة العفيفة صور خاصة لها الى زوجها مثلا، متصورة انه لايرى الصورة إلا زوجها.

فالواتس اب وغيره من وسائل التواصل خُلق ليكون اداةً لخدمة الأجندات الخاصة. و لذلك فهم يصرفون المليارات من الدولارات على موظفين وأجهزة وعمارات و لهم فروع في مختلف دول العالم، واتفاقيات مع الدولة التي نعيش فيها و..

فهم ينشرون انواع الكلام الباطل والتسقيط وثغرات لايعلم بها إلا الراسخون في خدمة الدول وأجهزة الاستخبارات حتى في دولتك التي تتنعم فيها.

فالدول العظمى مهتمة بحركة المال والارهاب و…. ودولنا نحن في الشرق الأوسط تستغل هذه الاجهزة للضغط على شعوبها وكبت الحريات و…

ونحن، مع الأسف، لم نستفيد منها لديننا ونشر أفكار أهل البيت عليهم السلام، إنما لنترحم على امواتنا وقضايا ربما لاتنفع إلا لأفراد أو جماعات محدودة النشاط.

ومن المؤسف اننا، ولا استثني نفسي اولاً، قد نستغلها لنشر ثغرات المؤمنين وتسقيط من لانرغب به او بنشاطه، مهما كانت الدوافع والاسباب، من دون ان نعلم اننا قد نشيع الفاحشة على الأغلب.

قلت (قد) حتى لا اكون قد حكمت على الطيبين والنشاط المثمر.

فالفرق بين الحق والباطل قد يكون بمقدار اربعة اصابع، يعني الفاصل بين العين التي رأت الواقع، والأذُن التي سمعت، فما رأيته بأُم عيني قد يكون واقعاً وحقيقةً، وقد لايكون، فاذا كان، فاحمل عمل اخيك المؤمن على سبعين، و إن لم تجل له محملاً فابحث له عن محمل.

واذا كان خلاف الواقع فلايجوز نشر مارايته بأُم عيني. واذا نشرته فأنا من المغضوبين عليهم والضالين حسب النصوص.

ولكن ما سمعناه بآذاننا، او عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقطعاً يجب علينا التريث.

فقد يكون عملنا محكوم بنشر الاباطيل والخزعبلات.

وقد يكون فعلاً حراماً من جهة الغيبة والتهمة و هما من أشد المحرمات المؤكدة.

وقد نكون قد اسقطنا مؤمناً أو حتى مسلماً، اسقطنا سمعته، واعتباراته ولعل كلامنا يوقعه في المتاهات والسجون، وربما القتل.

وعلى جميع الاحوال، لم يشكرنا الله على ذلك.

القران الكريم يحدثنا بقوله سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

و خلاصة القول: نحن كمسلمين علينا الوقوف عند الشبهات على الأقل، أليس كذلك؟

فهل وصلت الرسالة؟

شارك مع: