النص ليس من الحديث

في قضية اخلاقية جديدة ننقلها نصاً من قناة الجزيرة المسلمة:

قدمت المغنية الأميركية ريهانا اعتذارها للمسلمين لاستخدامها أغنية تتضمن كلمات من حديث نبوي شريف، عرضت يوم الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلال عرض أزياء العلامة التجارية الخاصة بها “سافاج إكس فنتي” (SAVAGE X FENTY) للملابس الداخلية، مما أثار موجة غضب وردود فعل عنيفة تجاه المغنية للتعدي على قدسية الدين الإسلامي.

وكانت المغنية كلوي أطلقت أغنية “موت” في 2016، ومزجت في الأغنية جملة من حديث نبوي عن قيام الساعة، وكان واضحا أن الجملة المقتطعة مقصودة؛ لأنها -بمعزل عن بقية الحديث- تسيء إلى الدين الإسلامي، وتعزز التصور عند بعض الغربيين بأنه دين عنف وقتل.

ثم قالت الجزيرة المسلمة: فقد جاء في الحديث النبوي الذي رواه أبو موسى الأشعري وصححه ابن ماجه أن رسول الله قال “إن بين يدَيِ الساعةِ لهرَجًاً، قال: قلت: يا رسولَ اللهِ ما الهرَجُ؟ قال:  القتلُ، فقال بعضُ المسلمينَ:  يا رسولَ اللهِ، إنا نقتُلُ الآن في العامِ الواحدِ من المشركينَ كذا وكذا، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ليس بقتلِ المشركين؛ ولكن يقتُلُ بعضُكم بعضًا حتى يقتُلَ الرجلُ جارَهُ وابنَ عمهِ وذا قرابتِهِ…” إلى آخر الحديث.

واقتطعت كلوي جملة (إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا)، ودمجتها مع موسيقى أغنيتها “موت” في إساءة مضاعفة للإسلام والمسلمين، وهي الأغنية التي استخدمتها ريهانا خلال عرض أزياء الملابس الداخلية.

اقول: قبل ان نحاكم المغنية الامريكية ونحكم عليها بأنها تعمدت الاساءة للدين الحنيف، من الضروري ان نهذب كتب الحديث من النصوص التي لادخل للاسلام بها.

فالاصرار على ان النص مقتطع من حديث نبوي خطأ جسيم.

لذلك علينا ان نتفهم ان هذا الكلام ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله، انما هو لاناس اتبعوا الحمية الجاهلية وأصروا على القتل واراقة الدماء، كما يحدث الان عند امثال داعش وطالبان وغيرهما.

بل وخالف رسول الله صلى الله عليه وآله هذا التفكر بكلامه (ليس بقتلِ المشركين).

فالكلام ليس من الحديث النبوي، و لذلك فهو غير مقدس عندنا،و في الواقع وجود الاشكالية في نظرتنا للنصوص، فبكلامنا نحن نُثبت ان الاسلام دين العنف والارهاب.

فانا أشكرها على اعتذارها، واعترض على الذين اعتبروا النص حديث نبوي، وأخذوا بالتهريج والعويل.

و اختم كلامي بالقول: ان كرامة المسلم باحترامه لضبط النصوص الصحيحة وابتعاده من النعرات الطائفية أو القبلية التي لاتريد للاسلام العز والكرامة.

محمد تقي الذاكري

٨/١٠/٢٠٢٠

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: