المسلمون في أزمة مستمرة، لماذا؟

المتتبع للأحداث الجارية في الدول الاسلامية بشكل عام، و خلال الاعوام الأخيرة، يرى ان المسلمون في أزمات مهلكة وباستمرار، ولابد من التساؤل عن السبب.

لننظر الى افغانستان منذ التدخل الروسي، ثم الامريكي، ثم طالبان وداعش و…، ثم العراق ومصر والبحرين وسوريا ومصر واليمن والصومال واريتيريا وهكذا…، اين تكمن المشكلة؟

لنتامل قليلا:

القوانين كلها غربية، وتأكيدا بلجيكية، فرنسية، او بريطانية، وأحيانا قبلية.

المسؤولين كلهم (ومن دون استثناء) درسوا في جامعات غربية.

ولذلك، يعتمد الجميع (ومن دون استثناء أيضا) لحل مشاكلهم مع شعوبهم على أفراد أو مؤسسات غربية، وتأتي الحلول والدراسات وفق الرؤية الغربية لمستقبل هذه البلدان، ومن هنا يبدأ صرف المبالغ الطائلة و… والنتيجة؟

هناك قواعد كانت ولاتزال موجودة عند العرب:

منها: قوي نفسك لأحترمك.

ومنها: مايحك ظهرك الا ظفرك.

مثلا: لماذا أمريكا والصين او السوفيت، يتم تعاونهم على اساس المصالح المشتركة حقيقة وليس شعارا، بينما بين البلدان الاسلامية والدول العظمى المصالح المشتركة حبر على ورق؟

حتى نعلم التفاصيل، لنبحث عن الاتفاقيات والهدايا التي استلمها، أو وقع عليها الرئيس الامريكي في سفره التاريخي الى الرياض واللقاء مع زعماء الدول العربية والاسلامية، والذي كان أول نتائجها الخلاف بين دولتين جارتين من عرق واحد وقبيلة واحدة، وتوجه سياسي واحد، قطر والسعودية ومن في فلكها(!)

فكلاهما، ومن دون مجاملة، تدخل في سوريا، وخلق معارضة سياسية لم تكن من قبل حتى اسما، وكلاهما ساهم في درع الجزيرة في اليمن وكلاهما فعل مافعل في البحرين والعراق و.. والموضوع مستمر ومن دون توقف.

أحدهما عبر المال وقناة الجزيرة و..، والآخر عبر المال وقناة العربية، و..

حتى أنهم رفضوا، عملا، الوساطة الكويتية والعمانية بشكل أو بآخر.

حتى جائت الوساطة الامريكية قائلة، على حد تعبير موقع بي بي سي: وقال ترامب إن الخلاف بين الدول الأربع وقطر يمكن أن يحل “بسهولة جدا” وعرض التوسط بين الدول المعنية.

لنتأمل في الاتفاقيات لشراء الاسلحة، فانها اما متطورة ومفتاحها بيد الغرب، وعليها عشرين قفل، أو مستهلكة ولاتسوى فلسا واحدا، تم الاتفاق عليها لارضاء الدولة العظمى(1).

ولنتأمل في المستشارين الذين جائوا الى الدول الاسلامية، أو مدى تأثير سفراء الدول العظمى في هذه الدول، فمثلا: ماذا كان يعمل المستشار البريطاني في البحرين، وفي العراق، ماذا يعمل المستشارون في الوزارات، حتى ان بعض النواب قال: لايحق للوزير توقيع أية اتفاقية من دون موافقة المستشار الأمريكي المستقر في الوزارة(!)

حتى ان وزارة الكهرباء في لبنان وأفغانستان والعراق و.. صرفت المليارات لتحصيل استشارات وشراء أجهرة و.. ولازال الكهرباء سويعات، والشعب يحترق صيفا من الحرارة وشتاءا من البرد.

وهكذا الأمر في أفعال أو تأثيرات بقية المستشارين، أو السفراء في باقي الدول العربية والاسلامية، وموقع الويكيليكس خير شاهد و دليل.

واليوم، اسرائيل الرابح الأول والأخير، واليه يذهب الأمراء والوسطاء سرا وعلانية لتحميهم من عداوة الأخوة من نفس الدين والعرق والانتماء.

ألسنا بحاجة الى تأمل في الاسباب والدوافع؟

لنتأمل في الأرقام، نأخذ نسبة الاسلحة التي تم شراؤها من الغرب، فالشرق الأوسط ابتاعت 80% من الأسلحة من الدول العظمى، والاجئين من هذه الدول الى الغرب بنسبة 70%، (على حد تعبير منظمة اللاعنف العالمية) وهذا يعني أن الغرب ومن في فلكه، يخطط وينفذ ويشفط الذخائر والأموال و.. ونحن نشتم رائحة النفط من دخان البواخر التي تغادر الموانيء محملة كل كنوز دول الشرق الأوسط وأفريقيا و.. ونقول: الأمر لله من قبل ومن بعد(!)

ومن المستحسن أيضا ان نتحقق من مادة (صناعة الجهل) التي تدرس في الجامعات الغربية باسامي وعناوين مختلفة، منها: ادارة العقول والافكار و… حيث يتعلم الطالب الشرق أوسطي من هذه الدروس وفي هذه الجامعات، كيف يسوق أفكارالغرب الى أذهان الشعوب والأمم، ويبقى السياسي فينا متمسك بالكراسي ويوقع رسما على ما تمليه عليه الدول العظمى.

وانا لله وانا اليه راجعون.

محمد تقي الذكري

سبتمبر 8/2017

شارك مع: