المخابرات تتسابق في تشويه سمعة المرجعية

بعد نجاح ثورة العشرين وانتصار المرجعية الشيعية في دحر الاستعمار البريطاني من العراق، استفاقت المخابرات العالمية من نومها العميق وعرفت حجم ودور المرجعية الشيعية في ايجاد الوعي في الوسط الشيعي وبدأت بخطوات مكشوفة على الاغلب في دعم التبشير المسيحي وتأسيس جهات ترسم لنفسها صوراً في الفكر والثقافة، عن طريق جواسيسها المنتشر في اغلب دول العالم.

و من خلالهم بدأت بتشويه سمعة رجال الدين النافذين في المجتمع الاسلامي والشيعي بالذات.

ولم تكتفي المخابرات العالمية بذلك حتى امرت اجهزة مخابرات الدول الصديقة لها بتنفيذ الاجندة وتقييد المفكرين والعلماء في الوسط الاسلامي، بتطميع او ترهيب.

وبعد نجاحات من المرجعية خلال الخمسين عام في ايران والعراق متأخراً، وحتى لا تنجح المرجعية في المستقبل وتقلب الموازين على حكومات الدول الاسلامية، اخذت مخابرات هذه الدول بتشويه سمعة المرجعية الشيعية وحتى الازهر السني حتى لاتتورط بجيل واع، كان ولابد من ايجاد أو تأجيج الخلاف المذهبي بين المذاهب، كما وانها استغلت الاختلاف في وجهات النظر في وسط المرجعية الشيعية حول حدود ولاية الفقيه ومواضيع فقهية اخرى لا ترتقي الى الاهمية الكبرى في خدمة المجتمع.

وبذلك اصبحت مخابرات الدول الاسلامية ومن دون استثناء تحذو حذو المخابرات العالمية لقطف الثمار، بل واكثر من ذلك اخذت تتسابق لهذا الأمر من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تهم سياسية وعقائدية و…

حتى ان هذه الجهات التي كانت ولاتزال تتظاهر بالتديّن بدأت بتخطيط وسخ من خلال ارسال النساء اليهم وخلق اجواء اقلها التقليل من مقام المرجعية،  كي ينتهي الأمر بتشويه سمعتهم.

هذا بالاضافة الى ان مخابرات هذه الدول ومن خلال المال ترغيباً، او التهديد ترهيبا، سلبت استقلالية علماء في الحوزات العلمية (ومن دون استثناء) لتوظيفهم في مجال التشويه المبرمج والهادف.

فبدأت هذه الاجهزة بتشغيل رجال دين في بعض الحوزات بأمور لاتفيد المجتمع لكنها تسبب ابتعاد جيل المستقبل من المرجعية بشكل او بآخر.

هذا بالاضافة الى توريطهم في الجانب السياسي ومنحهم مما لايجوز بأسم الهدايا او …. حيث اصبح رجل الدين هذا حاله حال بقية اصحاب السلطة في ال…..، والنتيجة التي حصلت هو تسقيط العمامة.

فهذه الدول اخذت تهاجم المرجعية المستقلة بشتى الطرق بعد أن حاولت  سلب حريتها وزجها في امور غير محمودة شرعاً بحجة ضرورات سياسية، وهذا الهجوم اصبح معلناً في مناسبات مختلفة.

فالمخابرات الاقليمية استنسخت الخطة من المخابرات العالمية واضافت اليها نكهات معينة لتشويه سمعة الاسلام اولاً ثم المرجعية الشيعية.

فمثلاً لم نسمع ان الحوزات العلمية تتحدث بانجازات رسول الله وامير المؤمنين عليهما صلوات الله في اقامة الدولة الاسلامية وحل مشاكل المجتمع، بينما نسمع كل دقيقة الكذب والدجل من انجازات هذه الدول والحكومات.

فما قام به رسول الله وامير المؤمنين عليهما الصلاة و السلام من توزيع الاراضي بالمجان و مساعدة المحتاج من بيت المال، وايجاد فرص عمل وما الى ذلك، اصبح خبر كان ولم يسمع بها جيل اليوم و جيل المستقبل ايضاً.

ولذلك مجتمعاتنا اخذت تتسابق في الذهاب الى العلمانية والالحاد والابتعاد عن الدين بحجة ان الدين ماذا عمل لنا؟

فسكوت مرجعيات الامس على تهجم مخابرات دول شرق اوسطية وانتهاك حُرمة المرجعية بعد ثورة العشرين ادى الى ان جاء دورهم، واصبحوا هم الضحية الجديدة.

وفي المثل العربي: من حُلِقت لحية جار له، فاليسكب الماء على لحيته.

ارجو ان تكون الفكرة قد  وصلت.

٣ ذو الحجة ١٤٤٢ من الهجرة

شارك مع: