الجائحة منعت مظاهر الحزن أيضاً؟

بعد ان انتشر مقال لي (نجح العوام وفشلنا) نبهني بعض الأحبة على  وسعة الانتشار،  و بعد البحث في النت وجدت تعليقات كثيرة، بين شاكر و معترض، اشكرهم على ذلك مع بيان بعض التوضيح.

اكثر من مليون زائر في عزاء ركضة طوريج يوم العاشر من محرم، وكلهم يدفع الآخر ولمسافة طويلة في مناطق مفتوحة اولاً في الشوارع ومغلقة ثانياً في الروضتين الحسينية والعباسية.

اربعة عشر مليون وخمسماية الف في زيارة الاربعين أيضاً و لافاصل اجتماعي وعلى الاغلب من دون كمامات.

اكثر من خمسة ملايين زائر خلال ثلاثة ايام في مقام العسكريين عليهم السلام،  مع اقامة صلاة الجماعة، وانا شاهدت انعدام الكمامات.

وجود جماهيري عظيم نسبياً في مزارات مختلفة حتى عند غير مقامات الأئمة عليهم السلام.

السيدة شريفة ولمدة ثلاثة ايام.

حضور نسائي غفير في مقام الحر الرياحي الذي ارعب أهل البيت عليهم السلام قبل توبته والتحاقه بركب الشهداء.

ايام ثلاثة و عشرات الالاف وتدافع في مقام التابعي سعيد بن جبير على مانقلته قناة الانوار الفضائية.

والانكى من ذلك، اننا رأينا عدم الاهتمام بمظاهر الحزن في شهري محرم وصفر، وفي مدن يسكنها شيعة أمير المؤمنين عليه السلام.

وكان هذا غريب جداً

الملتزمون فيها انقسموا على قسمين:

الاول، التأثر بإعلام العلمانيين الذين استغلوا الفتوى ونشروا فهمهم منه الغاء مجالس العزاء الا بالفواصل والكمامات، وعليه اعتمد بعض مكاتب المرجعيات المتأثرة بالحكومات.

والجهود التي بذلها الاعلام والافاضل : السيد علاء والسيد رشيد الموسويين، في تفسير الفتوى عبر الفضائيات، لم تتمكن من مواجهة التيار العلماني، مع الاسف.

الثاني: الموقف الشجاع الذي صدر من مراجع تقليد عظام غير متأثرين بالحكومات، كالشيخ الوحيد الخراساني(وعمره اكثر من ٩٠ سنة) والشيخ لطف الله الصافي مع كبر سنه، والسيد صادق الشيرازي حفظهم الله حيث اقاموا المجالس الحسينية في قم المقدسة وبأحسن وجه.

لكن ومع الاسف، المدن الشيعية كالنجف الاشرف ومدينة الجوادين الكاظمين، ومدن في العراق و ايران، لم تهتم بمظاهر الحزن بالشكل اللائق.

فلو كانوا ينشرون مظاهر الحزن بشكل ملفت للنظر، بديلاً عن اقامة المجالس، لم يتعارض عملهم مع احتياطات الجائحة.

فان قال قائل: انهم فهموا من الفتوى اقامة مجالس بيتية.

فانه يُقال: اسألوا الخطباء، ولافرق بين المشاهير وغيرهم، حتى تعرفوا مقدار الاهتمام بذلك.

فان المجالس البيتية في الضروف العادية كانت اضعاف ماشاهدناه هذا العام.

نعم الفضل للمدرسة الشيرازية التي علمتنا التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي و بتوجيه من المرجع المفدى السيد صادق الشيرازي حفظه الله الذي بذل جهده لربط الحسينيات والخطباء بالفضائيات والانترنت.

اكرر القول بان الناس العاديين (الذين نسميهم بالعوام) نجحوا في مواجهة كورونا، لكننا فشلنا في اثبات دعاوينا.

وهذا يعني ان معتقداتنا بحاجة الى الترسيخ في قلوبنا بدل وجودها على الألسن.

اللهم لا تؤاخذنا…

٢٠٢٠/١١/١٣

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: