إساءة استخدام السلطة، تهمة ليس فوقها تهمة

في خبر منشور في موقع نبض الاخباري اليوم عن وكالة كوريا الجنوبية حول اعتقال رئيسة البلاد السابقة بتهم منها اساءة إستخدام السلطة، تهمة لايمكن المطالبة بها في الدول العربية والاسلامية بفضل تسونامي الربيع العربي، وذلك لقداسة الرؤساء، او اكذوبة القوانين في ضبابية الحرية والديمقراطية.
وفي التفاصيل: أفادت وكالة وينهاب بأن السلطات الكورية الجنوبية اعتقلت اليوم الأربعاء 30 مارس رئيسة البلاد السابقة بارك كون هيه بتهمة الفساد. وذكرت الوكالة أن محكمة سيول أصدرت مذكرة باعتقال رئيسة الدولة السابقة بارك كون هيه بتهمة الرشوة وإساءة استخدام السلطة، وممارسة الضغط غير المشروع والكشف عن أسرار الدولة. … انتهى.
هذا في بلد يحترم نفسه ويرى ان القانون فوق كل الاعتبارات، إلا أننا وفي الدول المسلمة (ولا اقول اسلامية) الأمر مختلف كلياً.
ففي زمن الديكتاتوريات الظاهرة وقبل الربيع العربي، كان الديكتاتور لن ينزل من العرش الا بانقلاب عسكري، وعندها لاحساب ولاكتاب ولامحكمة والموت المحتوم كان المصير.
وبعد الربيع العربي جاء دور الضحك على الذقون في زمن الكشف عن المعلومات ونشر التفاصيل، فانك لن تجد دولة مسلمة إلا و رئيسها تلاعب بمستقبل البلاد والعباد، أو تستر على سرقات لايمكن معرفة مبالغها، والجمع مهما أمكن فهو مطابق للاحتياط(!).
فالخائن في بلاد الكفر يُحاكم ويُحكم عليه بالسجن ومصادرة الأموال، وفي بلادنا لم ولن تجد خائناً وصل الى سدة الحكم، وكلهم نجباء جيء بهم من روما(!) لينقذوا بلادنا من الأموال والذخائر، ليتخلص الشعب من قذارت هذه الأموال و…
وفي العراق الجريح مثلاً، المئات من المليارات لايعرف كيفية صرفها، والمشاريع الوهمية التي بلغت الآلاف، لايمكن إحصائها، وذلك لأننا كذبنا على الأجيال السابقة عندما مدحنا فسقة وقتلة أمثال  صلاح الدين الأيوبي وغيره واعتبرناهم أبطال أنقذوا الأُمم، لنتمكن من الكذب على الأجيال اللاحقة في القائد الضرورة وغيره، ولكي لايفهم المواطن الشريف موطن الخطأ والصواب. وانا لله وانا اليه راجعون.

محمد تقي الذاكري
٣٠/٣/٢٠١٧

شارك مع: